محمد دهشة

ساحة الشهداء في صيدا: نُصب تذكاري يُجسّد الوحدة

10 حزيران 2024

10 : 49

تشكّل ساحة الشهداء في صيدا رمزاً معنوياً للمقاومة التي تترجم واحدة من ثوابث القوى السياسية الوطنية والإسلامية التي قاومت إسرائيل بعد اجتياحها لبنان في حزيران من العام 1982.


والساحة تجسّد نصباً تذكارياً للجندي المجهول ومزاراً لمئات الأشخاص الذين دفنوا فيها بعدما قتلوا في المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في المدينة، وتحديداً في القصف الذي طاول بناية جاد ومنطقة القناية، ومدرستي الثانوية والأميركان، وملجأ سهل الصباغ وملاجئ أخرى، فضلاً عن عشرات المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين الذين سقطوا في شوارع المدينة خلال تصدّيهم للإحتلال.


تقع الساحة في منطقة الدكرمان، بين الشوارع المؤدّية إلى السراي الحكومي شرقاً والبحر غرباً وسينيق جنوباً وساحة النجمة شمالاً. تجسّد برمزيتها الوحدة الوطنية، فيها دفن الضحايا المسلمون وعدد من المسيحيين، وفيها من هو سنّيّ وآخر شيعي، وفيها اللبناني والفلسطيني على حد سواء، وتشير إليهم لوحة رخامية وسط الساحة المزروعة بأشجار النخيل.


وعشية الذكرى، وتزامناً مع العدوان الإسرائيلي على الجنوب منذ 8 تشرين الأول 2023، أطلقت "جمعية أعمالنا" برئاسة القنصل حامد أبو ظهر وبإشراف دار الإفتاء في صيدا وبلدية المدينة، مبادرة لإعادة تأهيلها وصيانتها تكريماً لذكراهم وبما يمثل هذا المكان أيضاً من محطة دائمة لإحياء المناسبات الوطنية وللوفود الزائرة لصيدا والجنوب.


وأوضحت المديرة التنفيذية للجمعية فاطمة البابا "أن مشروع تأهيل وصيانة الساحة يتضمّن: تنظيف الحديقة الوسطية وإعادة زرعها بـ"الغازون" وبالورود، ترتيبها وتزيينها بأعمدة رخامية وبمجسّم لعبارة "شهداء صيدا"، تجهيزها بشبكة للري وبمصابيح ونظام إنارة بالطاقة الشمسية وتأهيل وتبليط الأرصفة المحيطة بها ووضع حواجز للمحافظة عليها"، مشيرة إلى أنه تمّت المباشرة بتنفيذ هذا المشروع خلال الأيام القليلة الماضية والمدّة المقدّرة لإنجازه لا تتعدى الثلاثة أسابيع".


وواكب رئيس البلدية حازم خضر بديع انطلاقة المبادرة، وتفقد الأعمال الجارية، مؤكّداً أنّ الساحة "تمثّل رمزية وطنية بامتياز حيث تضمّ رفات أكثر من 1000 شهيدة وشهيد من ضحايا الغزو الإسرائيلي للمدينة".



إصلاح الإشارات

توازياً، أنجزت بلدية صيدا إصلاح الإشارات الضوئية عند تقاطعي إيليا و"سبينس" في المدينة، ما يؤمن السلامة المرورية ويحدّ من حوادث السير ويحفظ سلامة السائقين والمواطنين. وأعلن بديع أن البلدية قامت بكل ما يلزم من إجراءات إدارية ومالية من أجل ضمان استمرارية عمل الإشارات الضوئية وإصلاح أي أعطال فيها، منوّهاً بجهود رئيس لجنة إشارات السير والمرور في المجلس البلدي محمد حسيب البزري الذي واكب ميدانيّاً إصلاح وصيانة الإشارة الضوئية في تقاطع إيليا قبل أشهر عدّة، وتأمين قطع من الخارج لجهاز الإشارة الضوئية عند تقاطع "سبينس"، وقد عادت تعمل بانتظام بعد إنجاز صيانتها.