جاد حداد

Secret Obsession... أعلى درجات التشويق

28 آب 2020

02 : 00

في فيلم Secret Obsession (هوس سرّي)، تتوق "جنيفر" (بريندا سونغ) إلى الهرب بأي ثمن! الجو مظلم وماطر ومن الواضح أنها مرعوبة. هي تنتقل من هاتف عمومي إلى مبنى مهجور ثم تصدمها سيارة في نهاية المطاف فتفقد الوعي على جانب الطريق. لن نعرف حتى هذه المرحلة سبب هربها بهذه الطريقة. يصل زوجها "راسل" (مايك فوغيل) إلى المستشفى أثناء خضوعها للجراحة ثم تعجز عن تفسير سبب وجودها بعيداً عن منزلها في محطة بنزين مهجورة بلا سيارة أو بطاقة هوية. عندما تستيقظ، يتبين أنها فقدت ذاكرتها فلا تتذكر الحادث ولا زوجها.

في غضون ذلك، يمرّ "فرانك" (دينيس هايسبيرت)، التحري الذي يستلم القضية، بأسبوع صعب. إنه عيد ميلاد ابنته لكنها اختفت حين كانت في العاشرة من عمرها ولا يزال يلوم نفسه لأنه لم يعثر عليها ويبكي داخل خزانة مليئة بالهدايا منذ سنوات. تدفعه مشاعر الذنب والحزن إلى العمل على هذه القضية بطريقة هوسية وغير مسبوقة.

في الوقت نفسه، تخرج "جنيفر" من المستشفى وتعود إلى حياةٍ لا تتذكرها مع زوج تعتبره غريباً عنها. هما يملكان منزلاً جميلاً لكنه يقع في مكان بعيد، ولا مفر من أن يشعر المشاهدون طوال الوقت بأن المخاطر لم تختفِ من حياتها بعد.





يُعتبر فقدان الذاكرة عاملاً ممتازاً لزيادة التشويق في أي قصة نظراً إلى استحالة الاتكال على تجارب الشخصية السابقة. تضطر "جنيفر" في هذا الفيلم للتشكيك بكل شيء ويتشوق الجمهور طبعاً حول كل ما تمتنع عن السؤال عنه. حتى أن أصغر التفاصيل تصبح مثيرة للقلق في نهاية المطاف! لا يمكن الوثوق بأحد وهذه الأجواء كفيلة بجذب المشاهدين إلى الأحداث المتصاعدة.

تكثر التفاصيل الخفية في حياة التحري "فرانك"، لكن تبقى قصة "جنيفر" أكثر تشويقاً. هي تخشى أن تخسر حياتها وتنقل مشاعر الخوف والترقب إلى المشاهدين بسلاسة، ويأتي الحادث الغامض ليؤجج الأحداث اللاحقة.

يُعتبر استرجاع الذكريات بمثابة نعمة ونقمة في حياة "جنيفر". تكون جميع المعلومات التي تتذكرها مفيدة لفهم حقيقة وضعها، لكنها ذكريات مؤلمة دوماً. كان من الأفضل أن يبقى جزء من الأسرار خفياً! في النهاية، يدخل Secret Obsession في خانة أفلام التشويق الممتعة. هو ليس جديداً من نوعه ولا يحاول إخفاء التحولات المرتقبة في الأحداث، حتى أنه لا يخفي الحقائق لوقتٍ طويل لكنه يبرع في إثارة أعصاب المشاهدين.

الكاتب والمخرج بيتر سوليفان معروف بصنع أفلام من إنتاج شبكة "هولمارك"، لذا يمكن اعتبار هذا العمل خطوة متقدمة في مسيرته لكنه يبقى أقل مستوى من الأفلام التي تُعرَض عموماً في دور السينما. هذا الفيلم هو من إنتاج شبكة "نتفلكس"، لذا تُستعمل معايير مختلفة طبعاً. قد لا يكون فيلماً عظيماً لكنه جديد وممتع. هذه الميزة كافية أحياناً!


MISS 3