صاروخٌ واحد كان كفيلاً بنشر الرعب في بلدة فنيدق، ومعها كل عكار. حتى الآن لم يُعلن الجيش اللبناني والخبير العسكري الذي كشف على بقايا حطام الصاروخ، عن هويته، وما إذا كان صاروخاً إسرائيلياً استهدفَ المنطقة، أم ضلّ طريقه لدى تنفيذ غارة على أهداف في الهرمل، أم صاروخاً اعتراضياً سورياً، مع أن التكهّنات ترجّح أن يكون الصاروخ اعتراضياً جاء من الجانب السوري ملاحقاً طائرات إسرائيلية كانت تقصف في تلك المنطقة.
فقرابة منتصف ليل أمس الإثنين - الثلثاء، سقط صاروخٌ في بلدة فنيدق العكارية، طريق النبع بالقرب من منطقة القموعة، وغابة العذر أعالي البلدة. انفجاره ألحق أضراراً جسيمة بعدد من المنازل، ولا سيما منزل خالد الدالي والمصلّى قيد الإنشاء بجواره، بالإضافة إلى أضرار في بعض المحال التجارية القريبة، وتسبّب في جرح 4 أشخاص. بعدها، سيطرت حالةٌ من الهلع والذعر على بلدة فنيدق وعموم عكار، خصوصاً أنها المرّة الأولى التي يصل فيها القصف عمق الداخل اللبناني في عكار.
وانصرف الأهالي منذ الصباح الى تفقد الأضرار من دون أن تحضر أي جهة رسمية، فيما انشغل الرأي العام بتحليل مصدر الصاروخ قبل أن يعطي الجيش رأيه النهائي في الأمر. وأشار الأهالي إلى أنهم لم يسمعوا إلا صوتاً ضخماً هزّ المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنها المرّة الأولى التي يطال فيها صاروخ أراضيَ عكارية منذ اندلاع المواجهات على خلفية أحداث 7 تشرين وسط تخوّف لدى أهالي المنطقة من عودة سيناريو القصف الإسرائيلي لمناطقهم على غرار ما كان يحصل في حرب تموز 2006، خصوصاً أن أجواء عكار تشهد منذ مدة تحليقاً كثيفاً للطيران الإسرائيلي الذي يخرق جدار الصوت من وقتٍ إلى آخر.