الركض الجانبي على القمر... تمرين أساسي لإنشاء جاذبية إصطناعية شخصية

اليوم، يرتفع احتمال أن يستكشف البشر سطح القمر خلال العقد المقبل وأن يبقوا هناك لأسابيع أو أشهر متواصلة. لكن يتعارض هذا الطموح مع حقيقة مثبتة: حين يمضي البشر أي فترة في بيئات منخفضة الجاذبية، لا مفر من أن تتأثر أجسامهم بتلك الظروف الشائكة.



حلل العلماء تأثير الجاذبية الصغرى والمنخفضة على جسم الإنسان. تظهر مشاكل عدة في هذه البيئة، منها ضمور العضلات وزوال المعادن من العظام. كذلك، يتأثر وضع القلب والأوعية الدموية سلباً وتضعف السيطرة العصبية على وضعية الجسم وحركته. لكن فيما بدأ الباحثون يجمعون معلومات إضافية عن تلك الآثار، تبقى الحلول المقترحة قليلة.

يذكر العلماء في دراستهم الجديدة أن اللجوء إلى تمارين محددة لمعالجة مشاكل معيّنة قد لا يكون أفضل حل في هذا المجال، بل تقضي أفضل مقاربة بتطبيق تمرين يُشغّل الجسم كله ويفيد صحة رواد الفضاء.

بدل تدريب مجموعات عضلية منتقاة، من الأفضل اللجوء إلى نشاطات مثل التحرك. لكن على غرار مفعول جاذبية القمر، يترافق المشي «المتأرجح» مثل الركض مع ديناميات غير طبيعية حين تزيد سرعته.

تعني هذه الديناميات ألا يستفيد رواد الفضاء كثيراً من تلك التمارين. يتعثر هذا المسار بسبب اختلال التوازن بين الطاقة الحركية والطاقة المحتملة في مركز كتلة الجسم، ما يعني استحالة استعمالها لتطبيق النوع نفسه من التمارين الحاصلة على سطح الأرض.

يقترح العلماء الآن حلاً جديداً: يستطيع سكان القمر أن يركضوا في الجهة الداخلية من جدران دائرية عمودية، بموازاة سطح القمر. يسهم التدرّب في «جدار الموت» في الحفاظ على الكتلة العضلية، وكثافة العظام، ولياقة القلب والأوعية الدموية، والسيطرة العصبية.

أثبت الباحثون للمرة الأولى أن البشر يستطيعون أن يركضوا أفقياً في ظروف منخفضة الجاذبية داخل جسمٍ أسطواني عبر جاذبية اصطناعية مفتعلة تقودها السرعة.

يثق الباحثون بقدرة «جدار الموت» على مساعدة رواد الفضاء للتعامل مع آثار جاذبية القمر المزمنة. لكنهم يدركون في الوقت نفسه أن العيّنة التي استعملوها تبقى صغيرة وأن دراستهم كانت محدودة على مستويات عدة.