بايدن يتلقّى "صفعة معنوية" بإدانة نجله

هانتر بايدن ممسكاً يديّ عقيلته من جهة والسيّدة الأولى من جهة أخرى خلال مغادرتهم المحكمة أمس (أ ف ب)

دانت هيئة محلّفين في محكمة في مدينة ويلمينغتون في ولاية ديلاوير أمس، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، هانتر، بكلّ التُهم الجنائية الفدرالية الثلاث الموجّهة إليه والمرتبطة بشرائه سلاحاً ناريّاً عام 2018 عندما كان مدمن مخدّرات، في إطار أوّل محاكمة جنائية في التاريخ تستهدف نجل رئيس أميركي في منصبه. وبعد صدور الحكم، أعرب الرئيس الذي تلقّى «صفعة معنوية» بإدانة هانتر في خضمّ حملته الانتخابية المحفوفة بـ»المخاطر الشعبية»، عن «حبّه ودعمه» لنجله، مشدّداً على أنه سيقبل «بنتيجة هذه القضية» وسيواصل «احترام الإجراءات القضائية فيما يُفكّر هانتر في الاستئناف»، إذ كان استبعد سابقاً العفو عن هانتر في حال إدانته.

ويأتي ذلك بعدما كان المحامي هانتر الذي تدرّب في جامعة «ييل»، مُتّهماً بالإدلاء بإفادة كاذبة في وثائق قانونية لدى شرائه مسدّساً عيار 38 ملم عام 2018، بأنه لا يستهلك المخدّرات بشكل غير قانوني. وهو مُتّهم كذلك بالتالي بحيازة سلاح ناري كان بحوزته 11 يوماً في تشرين الأوّل من ذلك العام، بشكل غير قانوني.

وخصّص الادعاء جزءاً كبيراً من المحاكمة لتسليط الضوء على خطورة مشكلة المخدّرات التي يواجهها هانتر، من خلال شهادة شخصية للغاية وأدلة محرجة، إذ استمع المحلّفون إلى زوجة هانتر السابقة وصديقته السابقة تشهدان حول استخدامه المعتاد للكوكايين وجهودهما الفاشلة لمساعدته على التعافي. وشاهد المحلّفون صوراً لإبن الرئيس عاري الصدر وأشعث الشعر في غرفة قذرة، ونصف عارٍ يحمل أنابيب مكسورة. وشاهد المحلّفون مقطع فيديو يظهره وهو يضع الكوكايين على الميزان.

وتواصلت مداولات هيئة المحلّفين المكوّنة من 12 عضواً 3 ساعات على مدى يومَين قبل التوصّل إلى قرار الإدانة. ولم يُدلِ هانتر بشهادته خلال المحاكمة التي استغرقت أسبوعاً، بينما حضرت السيّدة الأولى جيل بايدن عدّة أيام من المحاكمة. وقد يواجه هانتر حكماً بالسجن لمدّة تصل إلى 25 عاماً، إلّا أنه يستبعد أن يُسجن على اعتبار أن لا سوابق لديه، بينما يواجه قضية أخرى متعلّقة بالتهرّب الضريبي في كاليفورنيا، من المقرّر أن تبدأ المحاكمة في شأنها في أيلول المقبل.

وعقّدت هذه المحاكمة جهود الديموقراطيين لإبقاء تركيز الانتخابات على المرشّح الجمهوري دونالد ترامب، أوّل رئيس سابق في التاريخ يُدان جنائيّاً. ولطالما استُهدف هانتر من قِبل الجمهوريين الذين حقّقوا في شأنه في الكونغرس بتُهم الفساد واستغلال النفوذ، لكن لم توجّه أي تُهم رسمية إليه في هذا الصدد حتّى الآن.

كذلك، شكّلت تعاملات هانتر التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا، أساس محاولات الجمهوريين في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزل في حقّ الرئيس. لكن لم تُفضِ هذه الجهود إلى أي نتيجة.