قُتل أكثر من 49 شخصاً وأُصيب العشرات جرّاء حريق في مبنى مكوّن من 6 طوابق ويأوي نحو 200 عامل في منطقة المنقف المكتظة بالعمّال الأجانب في محافظة الأحمدي في الكويت أمس، بحسب وزارة الداخلية. وذكر مصدر في الإدارة العامة للإطفاء لوكالة «فرانس برس» أن الضحايا أُصيبوا باختناق بسبب الدخان المتصاعد بعد اندلاع الحريق في الطابق الأرضي. وأكد مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية اللواء عيد العويهان أن فرق الطب الشرعي تعمل في موقع الحريق وقد حدّدت هوية بعض الجثث.
وبينما لم تعلن جنسيات الضحايا، وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الكارثة بأنها «محزنة»، لافتاً إلى أن «أفكاري مع جميع الذين فقدوا أقارب وأحباء لهم»، في حين أقامت السفارة الهندية في الكويت خط مساعدة للطوارئ. وتوجّه وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينغ إلى الكويت لتنسيق المساعدة وإعادة جثامين الضحايا إلى البلاد، بحسب الخارجية الهندية. وأكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار أنه «صدم بشدّة من الأخبار» وقدّم «أعمق تعازيه لأسر الذين فَقَدوا حياتهم بشكل مأسوي». ووجّه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، المسؤولين، بالمتابعة الفورية للوقوف على أسباب اندلاع الحريق ومحاسبة المسؤولين عن حدوثه، حتّى لا يتكرّر مثل هذا الحادث المؤسف مستقبلاً. كما بعث ببرقيات تعازي لأسر ضحايا الحريق، عبّر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث الحريق.
وخلال زيارته لمكان الحادث، تحفظ وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح على صاحب العقار الذي نشب فيه الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال، مؤكداً أنه «سأطلب من البلدية إزالة العقارات المخالفة... من دون سابق إنذار للمخالفين وسنعمل على معالجة قضية تكدّس العمالة والإهمال حيالها». وشدّد على أنه «سنتحفظ على صاحب العقار الذي اندلع فيه الحريق حتّى الانتهاء من الإجراءات القانونية».
ويُعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت التي تضمّ نحو 7 في المئة من احتياطيات النفط العالمية. ويأتي هذا الحادث فيما تعيش الكويت أزمة سياسية أدّت إلى إعلان أمير البلاد أخيراً حلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد دستورية. وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بأكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون في محافظة الجهراء. وأقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة وأشعلت فيها النار بينما كان الناس يحتفلون في الداخل. وجرى إعدامها شنقاً في العام 2017 بسبب الجريمة التي كان من بين ضحاياها الكثير من النساء والأطفال.