فيروس كورونا أم مرض آخر؟

02 : 00

قبل العام 2020، ما كان الناس يقلقون كثيراً من الوخز في الحلق أو ضيق الصدر العابر. لكن تغيّر الوضع اليوم. في الوقت الراهن، حتى أبسط مؤشرات الاضطراب التنفسي قد تجعلك تشكّ بإصابتك بفيروس "كوفيد - 19" المستجد الذي تحوّل إلى وباء عالمي. عملياً، يصعب التمييز بين الأمراض التي تصبّ في هذه الخانة. يقول الدكتور أشيش جها، المدير السابق لمعهد "هارفارد" للصحة العالمية وعميد كلية الصحة العامة في جامعة "براون": "يتداخل عدد كبير من الأعراض. يصعب على الأطباء مثلاً أن يجزموا بأن المريض مصاب بفيروس كورونا أو بإنفلونزا عادية عبر فحصه بطريقة عادية".

في مطلق الأحوال، لا تطلق استنتاجات سريعة إذا شعرتَ بالانزعاج، بل اطّلع على مؤشرات الأمراض الشائعة وكيفية تمييزها عن "كوفيد - 19" كي تتخذ الخطوات اللازمة.

كوفيد - 19


يشير هذا الفيروس إلى مرض تنفسي مُعدٍ جداً يُسببه نوع من فيروسات كورونا التي تُسمّى "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2". هو يشبه الزكام العادي لكنّ عواقبه المحتملة أكثر خطورة بكثير، فقد يتطلب المبيت في المستشفى ويترافق مع مضاعفات دائمة، حتى أنه يُسبب الوفاة أحياناً.

مؤشراته: فقدان حاسة الشم (من دون احتقان الأنف)، حمى، سعال، ضيق تنفس، أوجاع عضلية.

أعراض محتملة أخرى: ألم في الحلق، إسهال، احتقان، سيلان الأنف، قشعريرة، رجفة، صداع، تعب، فقدان الشهية.

ملاحظة: لا يواجه بعض المصابين أي أعراض ومع ذلك ينقلون العدوى إلى الآخرين.

الإنفلونزا

الإنفلونزا عدوى تنفسية مُعدية جداً تنجم عن فيروس الإنفلونزا "أ" أو "ب" أو "ج". في الحالات العادية، يمتد موسم الإنفلونزا بين تشرين الأول وآذار، لكنه قد يبقى موجوداً على مدار السنة.

مؤشراتها: حمى، أوجاع عضلية، سعال.

أعراض محتملة أخرى: ألم في الحلق، إسهال، احتقان، سيلان الأنف، قشعريرة، رجفة، صداع، تعب، فقدان الشهية.

نقطة الاختلاف عن فيروس "كوفيد - 19": لا تُسبب الإنفلونزا ضيقاً في التنفس.

الزكام العادي

يشير الزكام العادي (أو التهاب الأنف الفيروسي) إلى عدوى في الجهاز التنفسي العلوي قد تنجم عن واحد من مئات الفيروسات المختلفة (بما في ذلك فيروسات كورونا أو فيروسات الأنف). غالباً ما تكون الحالات خفيفة وتتلاشى خلال أسبوع.

مؤشراته: احتقان، سيلان الأنف، سعال، ألم في الحلق.

أعراض محتملة أخرى: حمى، أوجـــاع عضلية، تعب.

نقطة الاختلاف: لا يُسبّب الزكام العادي ضيقاً في التنفس أو أوجاعاً جسدية أو قشعريرة أو فقدان الشهية، ولا يترافق مع الحمى بشكل عام.


الحساسية الموسمية


الحساسية الموسمية ليست فيروسية، بل تنشأ حين يتجاوب جهاز المناعة مع عنصر ضار وغير بشري، مثل غبار الطلع في الأشجار، وكأنه تهديد خطير. غالباً ما تكون الحالة موسمية وتدوم لأسابيع أو أشهر، بحسب مُسبّب الحساسية في الهواء (العفن مُسبّب شائع للحساسية في الخريف والشتاء).

مؤشراتها: سيلان الأنف، حكّة في العينين، عطس، احتقان.

أعراض محتملة أخرى: فقدان حاسة الشم بسبب احتقان الأنف.

نقطة الاختلاف: الحساسية لا تُسبب الحمى، والسعال، وضيق التنفس، والأوجاع العضلية، وألم الحلق، والإسهال، والقشعريرة، والصداع، والتعب، وفقدان الشهية.


الربو


الربو مرض رئوي مزمن ينجم عن التهاب في المسالك الهوائية. تتضيّق هذه المسالك وتُصعّب التنفس، ما يزيد الشكوك حول الإصابة بفيروس "كوفيد - 19". قد يشتق الربو من الزكام أو الإنفلونزا لكنه اضطراب مختلف.

مؤشراته: لهاث (صوت صفير أثناء دفع الهواء بالقوة)، صعوبة في التنفس، ضيق في الصدر، سعال متواصل.

أعراض محتملة أخرى: نوبة ربو حادة قد تُسبب حالة مفاجئة وقوية من ضيق التنفس، ضيق في الصدر، تسارع النبض، تعرّق، ازرقاق الشفاه والأظافر.نقطة الاختلاف: لا يُسبب الربو الحمى، والأوجاع العضلية، وألم الحلق، والإسهال، والاحتقان، وفقدان حاسة الذوق أو الشم، وسيلان الأنف، والقشعريرة، والرجفة، والصداع، والتعب، وفقدان الشهية.

باختصار، لا تحاول أن تدّعي المعرفة وتُشخّص حالتك بنفسك، بل اتصل بطبيبك لإبلاغه بأي أعراض مقلقة لديك، لا سيما تلك المرتبطة بالإنفلونزا أو "كوفيد - 19". قد تحتاج إلى إجراء الفحوصات وتلقي العلاج.

لم يعد الوضع يسمح لك بتجنب الاتصال بالطبيب. لا تحرم نفسك من الرعاية التي تحتاج إليها. كلما اتصلتَ باكراً، ستتلقى العلاج اللازم في أسرع وقت.


MISS 3