ريشار حرفوش

بوابة تطبيق الـ1701 من مطار بيروت

الجيش يستلم زمام الأمور

في ظلّ التوترات الإقليمية المتصاعدة والمخاوف من تعرّض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت للاستهداف، تبرز أهمية تحييد المطار وتوسيع صلاحيات الجيش اللبناني لضمان استمرار عمله كممرّ آمن للبنان. يأتي ذلك في إطار تطبيق القرار الدولي 1701، الذي يعزّز دور الجيش اللبناني في حماية السيادة الوطنية والحفاظ على أمن المنشآت الحيوية.

تهدف خطوة تكليف الجيش بمسؤولية تفتيش الطائرات والإشراف على عمليات الهبوط والإقلاع إلى تعزيز الأمن وتوسيع صلاحياته في المطار. يأتي ذلك بعد اتهامات إسرائيل لـ"حزب الله" باستخدام المطار لتخزين الأسلحة، بحيث أكد قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري، أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان عدم استخدام المطار لأغراض عسكرية.

إلى ذلك، كشف مصدر نيابي أنَّ تطبيقَ القرار الدولي 1701 بدأ تنفيذهُ بشكلٍ محدّد في مطار بيروت الدولي. وقال المصدر لـ"نداء الوطن": "أمس كانت جولةُ الاستطلاعِ في المطار، واليومَ، مع تسلُّمِ الجيشِ اللبنانيّ، بدأَ التطبيقُ ليكونَ المطارُ محصّناً من أيّ ضربة". وأوضح المصدر أنّ "المطار سيكون بعيداً من الضربات رغم عدم الإعلان الرسمي عن ذلك"، مشيراً إلى استمرار الغارات في مناطق أخرى في لبنان". وأضاف أنّ "الضربات مستمرة، وعلى عكس ما يعتقد البعض أن الحلول ستكون سريعة، لكن بعض المناطق ستكون بمنأى عن الضربات ومنها المطار والمرفأ". ورأى أن"الاستهداف سيتركّز حصراً على مناطق نفوذ الحزب لتنفيذ عمليات اغتيالات أو لضرب مخازن للأسلحة التابعة له".


حمية: "خلصت القصة"

وفي هذا السياق كشف وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية عبر "نداء الوطن" على هامش مشاركته في الجلسة الحكومية أمس، أنه "بعد استلام الجيش اللبناني المطار انتهت تدريجيّاً التهديدات الإسرائيلية بضربه". وقال: "خلصت قصة المطار"، في إشارةٍ إلى التحذيرات السابقة بضربه.


حركة الطيران المدني

وعقب تسلّم الجيش اللبناني زمام الأمور في المطار، شهدت حركة الطيران المدني استقراراً ملحوظاً، حيث تراجعت المخاوف من تعطيل حركة الرحلات الجوية أو استهداف المطار. وبحسب التقارير، فإن عدد الرحلات اليومية يتراوح ما بين 100 إلى 120 رحلة، تضمّ رحلات تجارية وشحن جوّي. وفي هذا السياق، لفت مسؤولون في قطاع الطيران إلى أن توسيع صلاحيات الجيش أسهم في زيادة الثقة الدولية بسلامة المطار، ما ساعد على استمرارية تدفّق الطيران المدني بشكل طبيعي.


المطار شريان لبنان الحيوي

إلى ذلك، أشارت مصادر إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، إلى أن "المطار يمثل شريان الحياة الأساسي للبنانيين، فهو ليس مجرّد مطار دولي، بل هو ممرّ إنساني مهمّ يسهم في نقل المساعدات والأشخاص. ويأتي توسيع صلاحيات الجيش كخطوة مهمة لحماية المطار من الاستهداف العسكري وضمان استمرارية عمله"، من دون أن تنفي تحصين المطار من أي عدوان إسرائيلي.

ضمانات دولية

وهنا لا بدّ من الاشارة إلى أن التعاون مع الوفود الدولية، وخاصة الأميركية، يأتي في إطار الجهود المبذولة لضمان حماية المطار. فالوفد الأميركي الذي زار المطار أخيراً، أكد ضرورة إبعاده عن أي استخدامات عسكرية، وأنه لم يعد خاضعاً لسيطرة "الحزب"، ما يسهم في تخفيف الضغط الدولي على لبنان وإبعاد شبح استهداف المطار، بحسب ما كشف مصدر متابع لـ"نداء الوطن".