مايز عبيد

لجنة الكوارث تٌناشد الحكومة والمنظّمات الدولية

النزوح "يخنق" محافظتي عكّار والشمال

النزوح من بعلبك إلى عكّار وطرابلس

 تلقّت محافظتا عكار والشمال، نداء محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر بقلقٍ بالغ بعدما دعا الأخير، أهالي بعلبك إلى النزوح السريع باتجاه مناطق الشمال وعكار، إثر التهديدات الإسرائيلية التي تجددت لهذه المنطقة وسكانها، داعية إياهم إلى إخلاء منازلهم، لأن "الجيش الإسرائيلي سيضرب المصالح التابعة لـ"حزب الله"، بحسب ما نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة "أكس".



هذا القلق ناتج عن ارتفاع أعداد النازحين واكتظاظ مراكز الإيواء في المحافظتين، وعدم قدرة هذه المراكز على استقبال أي نزوح جديد، من شأنه أن يُفاقم الأزمة أكثر فأكثر. إذ ناهزت أعداد النازحين في محافظة عكّار الـ 100 ألف نازح، في حين أن محافظة الشمال تستقبل رقماً يوازيه، موزّعين بين مراكز الإيواء والمدارس والبيوت المستأجرة، ويشكّل هذا النزوح ضغطاً كبيراً على الواقعين الإجتماعي والاقتصادي للمحافظتين.



محافظ الشمال رمزي نهرا كان قد أعلن قبل أيام من نداء نظيره محافظ بعلبك الهرمل، أن محافظته لم تعد قادرة على استقبال أعداد جديدة من النزوح. وأشار إلى أن مراكز الإيواء والمدارس في محافظة الشمال، لا سيّما في مدينة طرابلس لم تعد قادرة على استقبال النازحين، بعد ارتفاع الأعداد حيث تخطّت قدرتها الاستيعابية بكثير.


تخطّت أعداد النازحين في محافظتي عكّار والشمال الـ200 ألف 


حال عكار كحال الشمال، إذ يشير مصدر في لجنة الطوارئ لـ "نداء الوطن" إلى أنّ "عكار تختنق بالنازحين ومراكز الإيواء لم تعد قادرة على الاستيعاب، في ظلّ شحّ المستلزمات من كل الأنواع، وارتفاع كلفة هذا النزوح وعدم قدرة الدولة ووزاراتها وأجهزتها على تلبية المطالب بالسرعة المطلوبة".



وتجدر الإشارة إلى أن محافظة عكار، تستقبل منذ أكثر من شهر، العديد من عائلات بعلبك - الهرمل، حيث استقرّ هؤلاء بشكل أساسي في مناطق جرد القيطع (مشمش، فنيدق) وفي منطقة جبل أكروم، لقرب هذه المناطق من الهرمل. وبعد التهديدات الإسرائيلية المتجددة لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس، ونداء المحافظ بشير خضر لهم بضرورة الإخلاء، نزح الكثيرون من أهالي بعلبك مجدّداً، لا سيما الذين كانوا في قراهم وبيوتهم. وتشير معلومات "نداء الوطن" إلى أنّ الكثير من أبناء هذه المناطق، وصلوا بالفعل إلى عكار وطرابلس وغيرها، اعتباراً من ساعات بعد ظهر أمس، سالكين أكثر من مسلك، منها طريق الهرمل - القبيات، الهرمل - مرجحين وطريق عنايا - الأرز، باتجاه مناطق البترون والكورة وطرابلس.



وعلمت "نداء الوطن" من لجنتيّ الكوارث في محافظتيّ عكار والشمال أنّ الوضع على الأرض وفي مراكز الإيواء لا يمكن أن يتحمّل المزيد من النزوح، وهناك ضرورة لأن تعمل الحكومة بسرعة، على تأمين مراكز إيواء جديدة، أو توجيه النازحين الجدد إلى مناطق أخرى قد تكون لديها إمكانات لاستقبالهم في مراكز الإيواء التابعة لها. والجدير بالذكر أنّ اللقاء الديني - السياسي الذي عُقد قبل أيام في دار إفتاء عكار، دعا إلى عدم تحميل عكار والشمال عبء النزوح، لأن الأوضاع فيها باتت صعبة للغاية، وطالب بضرورة تقديم المساعدات العاجلة لمراكز الإيواء والتعاون من قبل الدولة والمنظمات مع المحافظين لهذه الغاية.