أحماض الأوميغا 6 تحمي قلبك من الأمراض!

12 : 07

تكثر الدراسات التي تتمحور حول أثر أحماض الأوميغا 3 على صحة القلب. لكن لم تُركّز الأوساط الطبية على الأوميغا 6 بالقدر نفسه، ولم تستكشف الدراسات بالكامل بعد آثار هذا الحمض الدهني الأساسي. يهدف البحث الجديد إلى سدّ هذه الثغرة من خلال تحليل آثار الأوميغا 6 على تصلب الشرايين تحديداً. وقد أجريت الدراسة الجديدة بقيادة ديباك رامجي من كلية العلوم البيولوجية في جامعة "كارديف"، بريطانيا.

يشير التصلّب إلى تراكم الصفائح في الشرايين التي تضيق وتزداد صلابة. مع مرور الوقت، قد تؤدي هذه الحالة إلى نشوء جلطات وانسداد الشرايين. ويمكن أن تُمهد هذه العوامل لحوادث خطيرة، على غرار الجلطات الدماغية أو النوبات القلبية. ذكر رامجي وزملاؤه في تقريرهم المنشور في مجلة "الأساس الجزيئي للأمراض" أن حالة وفاة واحدة من كل ثلاث حالات عالمياً تنجم عن تصلب الشرايين ومضاعفاته.

حلل رامجي وفريقه آثار نوع من أحماض الأوميغا 6 متعددة عدم الإشباع، وهو حمض "ديهومو غاما لينولينيك"، لدى نموذج من الفئران المصابة بتصلب الشرايين. ركّز البحث الجديد على آثار حمض "ديهومو غاما لينولينيك" في خلايا مناعية اسمها البلاعم لدى الفئران، واكتشف آليات متعددة يستعملها الحمض الأساسي لتخفيف حدة تصلب الشرايين أو الوقاية منه. سمح ذلك الحمض تحديداً بتقليص التعبير عن الجينة الالتهابية عبر ثلاثة سيتوكينات أساسية: هجرة الخلايا الأحادية تحت تأثير الكيموكين، نشوء الخلايا الرغوية، هجرة الخلايا العضلية الوعائية الملساء.

يقول رامجي: "كشف بحثنا أن حمض "ديهومو غاما لينولينيك" قد ينعكس إيجاباً على تصلب الشرايين في مراحل متعددة، وتحديداً عبر السيطرة على عمليات أساسية مرتبطة بالالتهابات وبقدرة الخلايا على امتصاص الكولسترول وتفكيكه. كذلك، رصدنا آثاراً واقية للحمض في عمليات أساسية متعلقة بتصلب الشرايين في الخلايا البطانية والخلايا العضلية الملساء، علماً أنهما نوعان مهمان آخران من الخلايا المرتبطة بالمرض".

أخيراً، ساهم الحمض أيضاً في تحسين وظيفة المتقدرات عبر كبح تسرّب البروتونات. إنها أول دراسة تطرح رؤية ميكانيكية مفصّلة عن منافع حمض "ديهومو غاما لينولينيك" على مستوى تصلب الشرايين.

في النهاية، ختم رامجي قائلاً: "يفتح هذا التعاون مجالات جديدة ومثيرة للاهتمام لتطوير الأبحاث حول استعمال حمض "ديهومو غاما لينولينيك" للوقاية من تصلب الشرايين ومعالجته. لكن يتعلق التحدي الفعلي راهناً بمراجعة نتائجنا والتأكد من إمكانية تطبيقها على البشر".


MISS 3