أوروبا تواجه تحديات كبيرة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض

المصدر: رويترز
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس

أكد زعيما ألمانيا وفرنسا، بعد محادثات اليوم، ضرورة توحيد الصفوف الأوروبية لمواجهة تداعيات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. حيث هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأميركي الجديد، لكنهما شددا على التحديات المقبلة التي قد يفرضها شعار "أمريكا أولا" وسياسته التجارية الحمائية.


من جهته، قال شولتس: "يتعين على الاتحاد الأوروبي رصّ الصفوف والتصرف بوحدة". وأضاف أن التنسيق بين برلين وباريس يأتي ضمن جهود تعزيز التعاون الأوروبي لمواجهة التحديات المشتركة.


أما الرئيس الفرنسي فأشار  إلى أهمية بناء أوروبا أقوى وأكثر توحدًا في هذا "السياق الجديد"، رغم التوترات التي ظهرت في السنوات الأخيرة بين باريس وبرلين حول عدة قضايا، أبرزها الإنفاق الدفاعي والسياسات التجارية، وخاصة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.


ويواجه الزعيمان تحديات داخلية، حيث يسعى شولتس للحفاظ على استقرار ائتلافه الحاكم، في حين فقد ماكرون جزءًا من نفوذه بعد هزائم انتخابية محلية.


ويرى محللون في مؤسسة "يوروإنتيليجنس" أن أوروبا قد تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، إذ حذّروا من تداعيات الرسوم الجمركية المحتملة التي يعتزم ترامب فرضها، ما قد يدفع الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في موقفه من القضايا الدفاعية وعلاقاته مع أوكرانيا.



الحروب التجارية والأمن الأوروبي

قبل الانتخابات، أبدى العديد من المسؤولين الأوروبيين قلقهم من احتمال فوز ترامب، مستذكرين توتر العلاقات عبر الأطلسي خلال ولايته السابقة، خاصة حول قضايا التجارة، حيث أعلن ترامب الشهر الماضي عن خططه لفرض رسوم جمركية على واردات الاتحاد الأوروبي في حال فوزه.


وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن تجنب الحروب التجارية يصبّ في مصلحة الطرفين، حيث ترتبط الملايين من الوظائف وحركة التجارة على جانبي المحيط الأطلسي باستقرار العلاقات.


على صعيد آخر، أثار قرار ترامب المحتمل بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات و60% على الواردات الصينية مخاوف من تأثير ذلك على سلاسل التوريد العالمية وتوجيه الصادرات الصينية نحو أوروبا.



السياسة الخارجية وأوكرانيا

تخشى أوروبا من تحول في السياسة الخارجية الأميركية، خاصة تجاه أوكرانيا، إذ أبدى ترامب انتقاده للدعم الأميركي الحالي للحرب الأوكرانية، وتعهّد بإنهاء الصراع دون توضيح الكيفية.


وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد أعلن دعمه العلني لترامب داعياً أوروبا لإعادة النظر في موقفها من أوكرانيا، ما أثار استياءً في بروكسل بالنظر إلى علاقاته الوثيقة مع روسيا ومعارضته للمساعدات الأوكرانية.


وتفاعل العديد من قادة أوروبا مع فوز ترامب بالدعوة لتعزيز الأمن الأوروبي، حيث أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ضرورة ضخ استثمارات كبيرة في الأمن الأوروبي.


وتعتزم فرنسا وألمانيا عقد اجتماع عاجل لوزراء الدفاع، يليه قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست لبحث تداعيات عودة ترامب، والتي من المتوقع أن تُطرح فيها وجهات نظر أولية دون اتفاق شامل حول مسار التحرك الأوروبي المقبل.