مشاعر الخامنئي الانهزامية

تحريض على السيادة واستجرار للويلات

لبنان عالق ما بين سندان العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان والذي لا يوفر الحجر ولا البشر مستغلاً المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة الأميركية ومطرقة المواقف الإيرانية التي تنخر وبشكل فاقع السيادة اللبنانية وتعتبر بمثابة تدخل سافر في الشأن اللبناني على الرغم من المواقف المتكررة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي دعاها إلى الحد من فرط مشاعرها تجاه لبنان وشعبه.


من الواضح ومن خلال الخطاب التحريضي للسيد علي الخامنئي، إمعان إيران وعن بعد في جرّ لبنان إلى أتون الجحيم والتقهقر فيما تنعم وشعبها بالراحة على حساب أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.


فقد خرج المرشد الإيراني خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران بكلمة قال فيها إنّ "الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتماً إلى الانتصار".


لم يكتف بهذا الحد بل تابع الخامنئي ليقول إنّه "وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي".


هذا الخطاب التحريضي الذي يتحامل على وحدة الداخل اللبناني وصَفته مصادر لـ "نداء الوطن" بأنه انهزامي بامتياز، فطهران مدركة لحجم الخسائر التي مني بها "حزب الله" على صعيد كوادره وأسلحته التي باتت تنفد فضلاً عن عدم قدرته في الوقت الراهن على التسلح من جديد". تضيف المصادر "هذا الخطاب الواهم هو لشد العصب داخل البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" المستاءة من تداعيات نزوحها وتقصير الحكومة الفاقع في تنفيذها خطط الطوارئ على عكس ما يصوره إعلام الممانعة". ولفتت المصادر إلى أن "إيران وبدل التلهي في خطابات باتت أشبه بفقاعات الصابون حري بها أن تحشد لردها العسكري على إسرائيل وأن تترك للشعب اللبناني حق تقرير المصير بعدما أقحمته في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل مستغربة حتى الساعة كيف يصدق بعض من في الداخل اللبناني هذه الخطابات الرنانة والترّهات والتي قريباً ستتوقف على عتبة البيت الابيض للتوسل في البحث بالملف النووي".


مقابل هذا التحريض الإيراني المتواصل يبدو أنَ حزب الله وإسرائيل أمام مرحلة جديدة قاسية وصعبة للغاية في انتظار تسلم الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب مقاليد الحكم، فجّرتها من جديد صواريخ "الحزب" على تخوم مطار "بن غوريون" في تل ابيب والتي ردت عليها إسرائيل بقصف عنيف لمنطقة الأوزاعي على تخوم "مطار رفيق الحريري الدولي". وعن هذا التصعيد الخطير أشارت مصادر ديبلوماسية لـ "نداء الوطن" أن "حزب الله" وحده يتحمّل المسؤولية وهذا التصعيد قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها في حال تعرض المطار للقصف، وكأنه يستدرج نوعاً من الحصار الجوي بعد البري عقب قصف المنطقة الحدودية مع سوريا عند "المصنع". تضيف المصادر "على الحزب أن يثبت فعلاً وليس قولاً تأييده للقرار الدولي 1701، وأن يدرك مخاطر المرحلة المقبلة وتداعياتها بدل الإمعان في الاحتكام للميدان الذي بات يشكل خطراً داهماً على وجوده ووجود لبنان ككل".


وفي إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل يومياً استهدف الطيران الإسرائيلي سيارة في صيدا بالقرب من حاجز الجيش - الاولي متسبباً في حصيلة أولية بسقوط 3 ضحايا و 4 جرحى من جنود الكتيبة الماليزية التابعة لـ"اليونيفيل" صودف مرور آليتهم في المنطقة خلال الاستهداف وإصاباتهم طفيفة، وجريحين مدنيين. وأعلن الجيش اللبناني إصابة 3 من عناصر الحاجز.


وفي وقت يزور وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو اسرائيل والضفة الغربية والأردن لمحاولة إحياء المسعى الاميركي الفرنسي لوقف النار، لفت إعلان الخارجية الأميركية ان إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل على إنهاء القتال في لبنان وغزة، فيما انشغل الداخل اللبناني في الفريق السياسي الجديد الذي سيعينه الرئيس المنتخب دونالد ترامب للإهتمام بملفات الشرق الاوسط وتحديداً وزارة الخارجية، وفي هذا السياق أفادتنا مراسلتنا في واشنطن انه ومن بين الأسماء المطروحة لهذه الحقيبة روبرت او براين او ريتشارد غرينيل فيما تم ترشيح مايك بومبيو لوزارة الدفاع.



في المقلب الآخر ما زالت تداعيات مساءلة الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم للجيش اللبناني تقديم تفسير عما حصل في الإنزال البتروني مثار جدل في الداخل اللبناني. وقد أشار مصدر أمني لـ "نداء الوطن" أن قائد الجيش العماد جوزيف عون قدم شرحاً مسهباً لرئيس حكومة تصريف الأعمال وليس مجبراً على أن يقدم أي تفسير لـ"الحزب"". يضيف المصدر "هل سأل "الحزب" قيادة الجيش قبل إقحام لبنان في جبهة الإسناد؟ وهل يضع القيادة في أجواء تحركات قادته؟ إن ما يحصل اليوم هو حملة ممنهجة من محور المقاومة وأبواقه وإعلامه للنيل من سمعة وشرف وسيادة المؤسسة العسكرية وتحديداً قائد الجيش لقطع الطريق على التمديد له في القيادة وإحراق ورقته الرئاسية".


وفي هذا السياق لفت موقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي اعتبر من خلاله أن الهدف من الحملة على الجيش اللبناني رغبة أصحابها بتحجيم "الجيش" لأنه الوحيد القادر في المرحلة المقبلة على سد الفراغ في الجنوب وفي لبنان كله. وأشار جعجع في حديث تلفزيوني إلى أنه "منذ انطلاق جبهة الإسناد كانت حسابات "حزب الله" خاطئة في مجملها والنتيجة اليوم أثبتت ذلك ومع الأسف يستمر "الحزب" بالمنطق نفسه فخطاب الشيخ نعيم قاسم الأخير خير دليل على ذلك ولكن في الواقع إن ما يجري اليوم هو تماماً ما خطط له الإسرائيلي".


وضمن إطار تسهيل التمديد لقائد الجيش، علمت "نداء الوطن" ان السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري وخلال تواجده في بيروت وضمن مروحة تحركاته الدبلوماسية أكد ان الإنتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة ولا تاريخ واضحاً لوقف الحرب والذهاب إلى تسوية. كما أبلغ النواب السنّة بالوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها وفي هذا السياق سيعقد لقاء تشاوري في الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي بين الرئيس نجيب ميقاتي ونواب السنة الذين تلقوا كلمة السر الداعمة للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لأن الرهان في المرحلة المقبلة هو على هذه المؤسسة.