كشفت مصادر سياسية لـ"نداء الوطن" أن اجتماعاً سياسيّاً وروحيّاً موسّعاً، سيُعقد ظهر اليوم في بلدية صيدا، بهدف إطلاق موقف موحد باسم المدينة يُدين الحرب الإسرائيلية المفتوحة على لبنان وتداعياتها السلبية، خصوصاً من ناحية حجم النزوح الكبير واحتياجات مراكز الإيواء في ظلّ المساعدات الرسمية القليلة. وسيتم الاتفاق على بذل المزيد من الجهود المشتركة لتحصين الجبهة الداخلية وتوفير مقومات الأمن والأمان.
وأوضحت المصادر أن جولة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، النائب أسامة سعد، على القوى السياسية والروحية خلال الأيام الماضية قد رسمت خريطة طريق للتوافق على النقاط التي ستُطرح في الاجتماع، وأبرزها ثلاث نقاط تتعلّق بالحرب الإسرائيلية على لبنان وتداعياتها على المدينة.
أولاً: حجم النزوح في مدينة صيدا ومنطقتها، حيث تستضيف المدينة أكثر من 15 ألف نازح يقيمون في المنازل، إضافة إلى نحو 8 آلاف نازح في 24 مركز إيواء، تُشرف عليها وحدة إدارة الطوارئ والكوارث في بلدية صيدا، بالتعاون مع تجمّع المؤسسات الأهلية ومحافظة لبنان الجنوبي، وفرق الإسعاف والكشافة.
ثانياً: حجم المساعدات الرسمية التي تصل إلى هؤلاء النازحين، والتي تُعتبر ضئيلة جدّاً مقارنةً مع احتياجاتهم، لا سيّما مع بدء فصل الشتاء وما يتطلبه من تأمين مستلزمات خاصة للتدفئة، وتنفيذ حملات صحية لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، وتوفير الأدوية للمرضى وكبار السن، وذلك ضمن إطار خطة الطوارئ التي وضعتها الحكومة اللبنانية للتعامل مع أيّ حرب محتملة على لبنان.
ثالثاً: تفادي الإرباك مع بدء العام الدراسي الجديد في مدارس صيدا الرسمية والخاصة، مع حسم القرار باتجاه اعتماد التعليم عن بُعد، كون المدينة غير آمنة، ورغم ما تواجهه هذه العملية من صعوبات وعقبات إدارية ولوجستية، من هجرة بعض المعلمين ونقص أدوات التعليم (مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة)، إلى انقطاع التيار الكهربائي وضعف الإنترنت وغيرها من التحديات.
دعوات المشاركين
علمت "نداء الوطن" أنّ الدعوات وُجّهت إلى القوى السياسية والمراجع الروحية في صيدا، وأبرزها نائبا صيدا: أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، النائبة السابقة بهية الحريري، الدكتور بسام حمود (الجماعة الإسلامية)، ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع. كما وُجّهت الدعوات إلى نواب المنطقة: علي عسيران، ميشال موسى وشربل مسعد، بالإضافة إلى محافظ الجنوب منصور ضوّ وتجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا.
كما وجهّت الدعوات إلى كلّ من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، والمفتي الجعفري الشيخ محمد عسيران، مفتي صور ومنطقتها الشيخ الدكتور مدرار الحبال، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون عمار، وراعي أبرشية صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري، وعضو المكتب السياسي في حركة "أمل" المهندس بسام كجك.
جولة وقضايا
في هذا السياق، جال النائب سعد على القوى السياسية والروحية والنيابية، متناولاً سبل تحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز التماسك الوطني، وتوفير مقومات الأمن والأمان لدعم صمود النازحين والمجتمعات المضيفة. كما شدّد على أهمية تفعيل دور مؤسسات الدولة وإداراتها الأمنية والمدنية لتحقيق هذه الأهداف، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق لعقد المزيد من الاجتماعات تحقيقاً للغايات المنشودة.
وخلال اللقاءات، تمّ التأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية لعودة النازحين الآمنة والكريمة إلى قراهم وبلداتهم، وإعادة إعمار منازلهم، لتعزيز صمودهم وارتباطهم بأرضهم. كما تم التأكيد على ضرورة تأمين احتياجات النازحين الإغاثية في صيدا ومختلف مناطق الجنوب، ودعم الأهالي الصامدين في بلداتهم وقراهم.