كان يجب أن تعود. قرّاؤها ألحّوا على عودتها من «استراحة المحارب»، والمرحلة التاريخية التي يمر بها لبنان، عجّلت في اتخاذ القرار. كالمستدعَية إلى الواجب، تتقدم «نداء الوطن» إلى موقعها الطبيعي في معركة السيادة واسترداد القرار اللبناني، وتثب إلى ميادين المواجهة رافعةً رسالة واضحة من أربع كلمات: الآتي غير الذي كان.
لقد دقت ساعة الحقيقة، ولم يبقَ من الجائز التساهل مع هذا الغرق المتمادي في مستنقع التسويات الزائفة التي أوصلتنا إلى الحضيض. بسلاح الموقف والكلمة ستقف «نداء الوطن» سداً منيعاً في مواجهة «محور الممانعة» وفصائله التي حوَّلت لبنان دولة فاشلة، وتحاول فرض عقائد التخلف والفكر الشمولي الذي يناقض حركة التاريخ نحو الحرية وحقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية.
في مواجهة دويلة الوقاحة والتضليل السياسي والإعلامي، ستبقى «نداء الوطن» بالمرصاد، رافعة الرأس والصوت.
بالعبارة الصريحة، الذي يريد لبنان جزءاً من «جمهورية إسلامية» فليروِ غليله في إيران. والذي يريد العودة إلى زمن القمع، فليسارع إلى أحضان النظام السوري المترنح. حال الإنكار والاختباء وراء مرويات تجاوزها الزمن، لن تحجب شمس الحقائق. أنظمة النفاق السياسي والعقائدي التي تقمع الشعوب بذريعة الصراع ضد إسرائيل، سقطت تحت عجلات التاريخ، وأثبت اللبنانيون في محطات عدة قدرتهم على مراجعة تجاربهم بحيث يغلب توقُهم إلى ملاقاة المستقبل تجاربَ الماضي القاسية. وإن خطيئة تفويت فرصة العودة إلى جادة الوعي، ستكون أشد فداحة من المغامرة القاتلة التي بدأت في الثامن من تشرين الأول 2023. إن لم نكن على قاب قوسين من رحلة العودة إلى الدولة، فيجب التفكير ملياً في واقع أننا، تحديداً مع «حزب الله» وتفرعاته، نعيش فعلاً في زمنين مختلفين.
في جميع الأحوال، يُعرف عن الناشر الأستاذ ميشال كبريال المر أنه يسعى إلى التحديات، وإن لم تسعَ التحديات إليه. يقود معارك الرأي العام ويخوضها بلا هوادة. وبينما يبحث كثيرون عن طرق الانكفاء، يتقدم هو إلى مغامرة إعلامية جديدة، في أصعب ظرف سياسي واقتصادي تمر به البلاد. وفي الوقت الذي تُهَدّد حياة ميشال المر ويتعرّض يومياً لحملات الاغتيال السياسي، يردّ هو على الترهيب ببناء صرح إعلامي جديد ينضم إلى مجموعة MTV ومنصاتها الإعلامية. وفي هذه المغامرة يمضي فريق عمل من زميلات وزملاء يُشهد لهم بالجرأة والكفاءة المهنية، ونظافة الفكر واليد.
وإلى جانب أسرة التحرير، كوكبة من أصحاب الرأي الحر، على تنوع اقتناعاتهم وانتماءاتهم، ستكون «نداء الوطن» منبرهم، يطلون منه على الرأي العام اللبناني، بالموقف الوطني الشريف والفكر الطليعي المرتكز على الحداثة وثقافة الحياة.
ومن وحي الشعار «تَـ تعرف الصح من الغلط»، كونوا على الموعد اليومي مع «نداء الوطن»، الشقيقة المنضمة حديثاً إلى مجموعة MTV، بالإضافة إلى منصات أخرى ستطل لاحقاً، بقصد الذهاب إلى أقصى التفاعل مع الرأي العام، ناقلةً إليكم الخبر الصحيح والموقف الوطني السيادي ليزيد التماع ضوء الأمل بعد هذا الليل الطويل.