يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لا يزال حتى الساعة ضمن دائرة الاستهداف والتصفية. فبعد أيام على فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية الأميركية وبعد تعرضه لمحاولتي اغتيال خلال حملاته الانتخابية اتهمت واشنطن إيرانياً على صلة بمخطط أمر به الحرس الثّوري الإيراني لاغتيال ترامب بحسب ما ذكرت وزارة العدل الأميركية. أضافت في بيان أن المتّهم ويدعى شاكري أبلغ سلطات إنفاذ القانون بأنّه كُلّف في السّابع من تشرين الأول 2024 بتقديم خطة لقتل ترامب.
في المقابل وبعيداً من سيناريو الاغتيالات، ما زال مشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية ونتائجها يتصدر واجهة الاهتمامات في العالم في انتظار السياسة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريق عمله في الداخل الاميركي والخارج وخططه الاستراتيجية للشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص لبنان وغزة.
في لبنان وفيما يعول البعض وأبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري على وعود ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإحلال سلام دائم، وفيما يرجح البعض إمكانية وقف إطلاق النار خلال أسابيع قليلة بحجة ان إسرائيل مضطرة للتوجه إلى حل دبلوماسي في ظل أجواء مهيّأة لذلك، يترقب الداخل اللبناني زيارتين أميركيتين الأولى للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين أعلن عنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والثانية لمنسق العلاقات العربية للرئيس الأميركي المنتخب الدكتور مسعد بولس والتي اعلن عنها بنفسه في حديث تلفزيوني خلال الأسبوعين المقبلين.
في هذا السياق كشفت معلومات أنّ هوكستين قد يزور بيروت الأسبوع المقبل آتياً من واشنطن من دون المرور بإسرائيل. وأوضحت مصادر أميركيّة منخرطة بملف التفاوض للـ MTV ان عقد اتفاقية لوقف إطلاق النار لا يزال متاحاً والإدارة الأميركية تعوّل على زيارة هوكستين وعلى جهود وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.
ولفتت المصادر إلى أنّ "الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قال لهوكستين "إذهب وأكمل عملك واعقد صفقة مع لبنان وهذا يعني أنّ المسألة مسألة إنجاح المفاوضات".
أما بالنسبة إلى زيارة بولس فقد اشارت مصادر لـ "نداء الوطن" إلى أنها قد تحمل معها مؤشراً إيجابياً على جدية الرئيس ترامب في حل الملف اللبناني وإيقاف الحرب تمهيداً للخروج باتفاق وإحلال السلام العادل".
في موازاة ذلك يقول الخبراء إنّ نهج الإدارة الأميركية المقبلة تجاه لبنان سوف يختلف عن النهج الحالي، الذي كانت له استراتيجيات مباشرة تجاه البلاد. وأشار الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حسين عبد الحسين، لـ "نداء الوطن" إلى أنّه "من المرجح أن يتماشى ترامب مع آراء حلفائه الإقليميين أيّ إسرائيل ودول الخليج بضرورة نزع سلاح "حزب الله" من دون اللجوء إلى حلول مجتزأة". ويتوقّع عبد الحسين أن يدعم ترامب هذه الفكرة بالكامل، معتبراً أنه على لبنان إما التوصل إلى إجماع بشأن نزع سلاح "الحزب" أو يستسلم للمطالب الإسرائيلية، التي تنطوي على إنهاء الأعمال العدائية من دون وقف إطلاق نار فعلي أي الاستمرار في مراقبة ومنع "حزب الله" من إعادة التسلح.
وفيما حضر الحل الديبلوماسي في لبنان على طاولة البحث بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، تتجه الأنظار إلى القمة العربية – الإسلامية المرتقبة في الرياض الإثنين المقبل لبحث تطوّرات الأوضاع في لبنان. وفي هذا الإطار، أشار مصدر دبلوماسي عربي إلى أنّ القمة ستؤكد بمشاركة 57 دولة عربية وإسلامية وحضور ممثلين عن المنظمات الدولية والدول الفاعلة، ضرورة تطبيق الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية، وستشكّل محطة يمكن أن يكون لها تأثيراتها على مسار المواجهات العسكرية الدائرة.
في المشهد السياسي الداخلي وفيما تنشغل الأطراف السياسية بملف التجديد لقائد الجيش العماد جوزف عون عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً مع النواب السنة لهذه الغاية. وقد علمت "نداء الوطن" أن الاجتماع ضمّ 22 نائباً من جميع الإتجاهات السياسية، واللافت في اللقاء هو مشاركة نواب سنة 8 آذار أي القريبين من "حزب الله" وحركة "أمل". وقد تمّ الإتفاق على دعم الموقف العربي وتحديداً السعودي في كل ما يجري من أحداث في المنطقة، ولم يأت أحد على ذكر دعم المقاومة، بل كان التوافق على دعم الدولة ومؤسساتها الشرعية والعمل على تطبيق الدستور و"اتفاق الطائف" بكل مندرجاته والذي يحمي لبنان ويتوافق مع القرارات الدولية الصادرة والتي يجب تطبيقها.
كما تطرق المجتمعون إلى مسألة النازحين في المناطق السنية، وتم التوافق على العمل لمساعدتهم، والتواصل مع قياداتهم لوقف بعض الاستفزازات، وكذلك التصدّي للفتنة السنية - الشيعية التي قد تنفجر، حيث أن الجميع يرفضون الفتنة وهناك بعض التصرفات قد تؤججها.
كذلك بحثوا في ظروف البلاد خلال الحرب، حيث يجب وقفها فوراً لأن لبنان لم يعد يحتمل، والطريق إلى تطبيقها هو وقف العدوان الإسرائيلي وإجراء سلسلة اتصالات دولية من أجل ذلك وتطبيق القرار 1701.
وفيما توالت دعوات الإتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للنار في لبنان لا يزال الميدان مشتعلاً ومزنراً بالغارات الإسرائيلية التي لا توفر منطقة في البقاع والجنوب وخصوصاً صور. وفي هذا السياق لفت طريق المصنع الذي لا يزال مقطوعا أمام المركبات بالاتجاهين منذ أكثر من شهر بسبب تعرضه للقصف مرات عدة، تتوسطه حفرتان كبيرتان، والعديد من المواطنين يعبرون الحفرة الأولى سيراً على الأقدام ويتوجهون نحو الثانية على دراجات نارية. وقد سجل مركز الأمن العام في المصنع خلال الساعات الـ 24 الماضية عبور 1083 شخصاً باتجاه سوريا غالبيتهم من اللبنانيين.
إلى أمستردام حيث من الواضح تمدد تداعيات الحرب بين إسرائيل و "حماس" الفلسطينية ولو بصورة مصغرة إلى أحيائها. فقد أطلقت شرطة أمستردام تحقيقاتها حول حادثة أعمال عنف بين إسرائيليين وعرب أدت إلى اصابة أكثر من 15 عقب مباراة "أياكس" و"مكابي تل أبيب". وأشارت إلى اعتقال 62 شخصاً والتحقيق في تقارير عن احتجاز محتمَل لرهائن بعد أعمال الشغب. وقد لفت تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصف الهجمات بأنها معادية للسامية وخسيسة وتعكس اللحظات المظلمة في التاريخ عندما تعرّض اليهود للاضطهاد.