جورج الهاني

الإنتخابات الرياضيّة في ميزان الأحزاب السياسيّة

7 أيلول 2020

02 : 00

مع قرب إستحقاق إنتخابات الإتحادات الرياضية المقرّر إجراؤها قبل نهاية العام الجاري، يبدو أنّ قطاعات ومكاتب الرياضة في الأحزاب والتيارات السياسية لم تحسم خيارها بعد لجهة خوض معارك إنتخابية لإيصال مرشّحيها الى رأس الهرم الإتحاديّ، أو الدخول في مفاوضات وتسويات في ما بينها للوصول الى لوائح مشتركة تضمّ ممثّلين عن كافة الفرقاء السياسيين، وبالتالي فوز هذه اللوائح بالتزكية ضنّاً بما تبقى من روح التنسيق والتفاهم والتعاون القائم بين هذه المكاتب والقطاعات الرياضية. وفي لمحة سريعة عن دور وفعالية الأحزاب والتيارات السياسية في الإنتخابات الرياضية يمكن إستخلاص الآتي:

قطاع الرياضة في "التيار الوطنيّ الحرّ" يُعدّ العدّة للإنتخابات، ولو أنه يفضّل التمديد للجان الحالية في الإتحادات الرياضية بعدما لمسَ أنّ شعبيته وقاعدته الرياضية قد تراجعتا في الأعوام الأخيرة من جهة، وإبتعاد حلفائه الأساسيين عنه من جهة ثانية، وبالتالي فإنّ ما كان قادراً على إنتزاعه في الإنتخابات السابقة لن يكون بمتناول يده بالسهولة المتوخّاة هذه المرّة، وهو الآن أمام خيارَين: إما خوض المعركة وحيداً بدعمٍ من بعض المسؤولين الرياضيين التقليديين وتحمّل تبعات نتائج الربح والخسارة، وإمّا التوافق مع الأحزاب الأخرى والتنازل عندها عن عدد لا بأس به من المناصب الإدارية الرفيعة والحسّاسة في الإتحادات المحسوبة عليه حالياً.

مكتب الرياضة في حزب "القوات اللبنانية" لم يتّخذ قراره النهائي بشأن المشاركة الفعلية في الإنتخابات، وإجتماعاته المتتالية قائمة حتى الساعة لتقييم الإستحقاق وإنعكاساته السلبية والإيجابية على قاعدته الرياضية. وتنقسم الآراء بين مؤيّد لخوض إنتخابات رياضية شريفة وصريحة من دون إستبعاد فكرة التحالف مع الأحزاب الصديقة التي تملك الأهداف والتوجّهات السياسية عينها، وذلك بعدما تبيّن من خلال إحصاء دقيق أنّ الأرضية الرياضية القواتية لم تهتزّ ولم تتصدّع بعد ثورة 17 تشرين الأول أسوة بباقي الأحزاب، وما زال تأثيرها قائماً بقوة في مختلف المناطق اللبنانية، وبين مرحّب بحذر لمبدأ التحالف مع الأحزاب الأخرى، خصوصاً "التيار الوطنيّ الحرّ"، علّ الأمور تنجح بينهما رياضياً حيث فشلت السياسة. وبرز توجّه ثالث مؤخراً يدعو الى دعم حلفاء وأصدقاء غير حزبيين الى الإتحادات من دون أن يكون للحزب أيّ مرشّح بشكل مباشر.

مصلحة الرياضة في حزب الكتائب لا تزال تجوجل أسماء مرشّحيها لتوزيعهم على الإتحادات الرياضية التي يملك الحزب حضوراً فاعلاً فيها، وهو ليس بصدد الإستغناء عن المناصب المهمّة التي يملكها حالياً، بل يسعى الى تعزيزها وزيادة عددها بقدر ما تسمح له التحالفات التي بدأ ينسج خيوطها مع القريبين والبعيدين لكي تكون له حصّة وازنة في "الكوتا" الرياضية المقبلة.


قطاعا الرياضة في تيار "المستقبل" وحركة "أمل" يؤيّدان ويسعيان الى التوافق في كلّ الإتحادات وإبعاد شبح المعارك العبثية التي تزيد من الشرخ والإنقسام في الوسط الرياضي، وبطبيعة الحال هما لديهما مرشّحوهما للرئاسة أو لأمانة السرّ أو لايّ من المناصب الإدارية الأخرى، كما انهما لن يتنازلا عن أقلّ ممّا هما حاصلان عليه الآن.


ويبقى تأثيرٌ أخفّ نسبياً لباقي القطاعات الرياضية التي تؤدّي دور الداعم لحلفائها وترتضي بمرشّح لها في هذا الإتحاد أو بإثنين في ذاك بمقدار حجمها وثقلها الإنتخابيَين، ومن بينها "حزب الله" وتيّار "المردة" والحزب التقدّمي الإشتراكي وحزب "الأحرار" والحزب السوريّ القومي الإجتماعي والحزب الشيوعيّ وغيرها...


MISS 3