مهرجان البندقية في ظل كورونا: كلّ شخص محجوز في فقاعته الخاصة!

02 : 00

اتّبعت إدارة مهرجان البندقية السينمائي إجراءات صارمة لتطبيق التباعد الاجتماعي وفرض وضع الكمامة الإلزامي، ما يجبر رواد الدورة السابعة والسبعين على البقاء "في فقاعتهم" تفادياً لتفشّي فيروس كورونا.

تقف ابنة البندقية غلوريا غاربيسا في الطابور منتظرة دورها عند إحدى نقاط التفتيش بالقرب من "قصر السينما"، حيث يتولى عناصر الشرطة قياس درجة حرارة الداخلين، والتأكد من كونهم يضعون الكمامات، إضافة إلى التحقق من بطاقات الدخول. وتقول غاربيسا: "أعلم أن هذه التدابير لمصلحتنا، ولكن يحزنني أن أرى حريتنا تضيق".

ويوجّه شرطي ملاحظة إلى رجل سبعيني قائلاً له بانزعاج "إرفع كمامتك لتغطّي أنفك أيضاً". وعندما يردّ عليه الرجل معترضاً "لكننا في الخارج"، يبادره مؤكداً ضرورة وضع "القناع طوال الوقت، في الداخل والخارج".

وبات من الصعب على المشاركين تبادل الأحاديث في ظلّ كمامات تخفي الأفواه، وبوجود مسافة متر واحد على الأقل في طوابير الانتظار، وكرسي فارغ بين كل كرسيين في صالات العرض.

أما السجادة الحمراء الممتدة أمام "قصر السينما"، فمحصّنة بجدار رمادي يمنع احتشاد الفضوليين. ويشير ألبرتو بيتسولي، وهو مصوّر يغطي منذ سنوات مهرجان البندقية ومنافسه مهرجان كان الى أننا "نفتقد مجموعة كاملة من الصور التي كنا نلتقطها في الماضي عندما يقترب الممثلون من الناس لإهدائهم تواقيعهم".

ويتذكر بيتسولي هذه اللحظة التي يصفها بأنها "مهمة"، عندما "كان الممثلون الكبار ينشغلون بالتواقيع ما بين عشر دقائق و15 دقيقة، ويقفون عند وصولهم لالتقاط بضع صور سيلفي ذاتية". ويضيف متأسفاً "عندما يمشي الممثلون في الشارع، لا نتعرف عليهم على الفور لأنهم يضعون كمامات".

ويشير إلى أنه اضطر لشراء كمامة سوداء اللون فرضتها إدارة المهرجان، بالإضافة إلى البزة الرسمية المعتادة المطلوب من المصورين الذين يتمركزون على جانبي السجادة الحمراء ارتداؤها.

وقد ترك ذلك أثره على الجو العام في الليدو، إذ يلاحظ المصوّر الشهير أن "الخلافات مع الملحقين الإعلاميين للنجوم بدأت منذ اليوم الأول للمهرجان، علماً أنها كانت تحصل سابقاً بعد أسبوع بسبب الإرهاق".

وليس الوضع أكثر يسراً لدى الصحافيين والنقاد الذين يفترَض بهم أن يحجزوا أماكنهم في العروض والمؤتمرات الصحافية عبر موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض. وفي كل الأحوال، يجدون الصحافي نفسه دائماً محاطاً بمقعدين فارغين.

وحتى في صالات العروض، يتولى رجال الأمن، بتهذيب ولكن بحزم، اقتياد كلّ شخص إلى مكانه المحدّد، ولا يخلو الأمر من اعتراضات بعض الممتعضين بكلمات تعبّر عن تذمرهم.

ولا هدنة حتى في المساء، بمحيط موقع المهرجان، وقد يكون الأبلغ تعبيراً عن هذا الواقع المشهد التالي في شارع قريب من القصر: ضابط شرطة ينبّه شابتين تتناولان المثلّجات فيما تمشيان بقوله "سيداتي، القناع رجاء"، وعندما تردّان "لكننا نأكل الآيس كريم"، يأتيهما الجواب النهائي "كان عليكما أن تفعلا ذلك في محلّ بيع المثلجات!"

في أرض الـ"جيلاتو"، غيّرت جائحة كوفيد - 19 كل شيء، فحتى تناول المثلجات يكاد يكون جريمة!


MISS 3