مركز التراث في LAU: الأبراج الشاهقة تبتلع البيت التقليدي

02 : 00

عقد "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU ندوته الرقمية التواصلية العاشرة بعنوان "البيوت التقليدية اللبنانية واجهة تراث عريق"، أعدها مدير المركز الشاعر هنري زغيب وأَدارها. وشارك فيها رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا، والخبيران في الفوتوغرافيا والتراث بسام لحود وإدي شويري اللذان عرضا مجموعة صور مميزة من تصويرهما للبيوت التراثية اللبنانية.


زغيب: أمينون دوماً لرسالة إيفون سرسق

افتتح زغيب الندوة قائلاً "نعود حاملين ذكرى أليمة جرحت ذاكرتنا بغياب سيدة بدأت ترعى بناءنا التراثي قبل نصف قرن، منذ أسست سنة 1960 جمعية أبساد (جمعية حماية المواقع والبيوت القديمة)، وجعلت من قصرها المشرق في شارع سرسق نموذجاً لهذا التراث المثال".

وأضاف زغيب أنه "على مسافة سنتين من احتفالها بعيدها المئة، سقطت قبل أيام تحت ركام قصرها الجميل الذي هشمته كارثة انفجار بيروت"، مضيفاً أنه" لم تقو أعوامها الثمانية والتسعون على مقاومة الجراح البالغة التي خددت جسدها الضئيل، فأغمضت عينيها إلى الأبد عن وطن عملت له كي يكون جميلاً إلى الأبد". وختم زغيب: "تكريماً لذكرى هذه السيدة اللبنانية الجليلة، يرفع مركز التراث اللبناني هذه الندوة إلى الليدي إيفون سرسق كوكرن، لا نادباً ولا راثياً بل مستعيداً حرصها على جمال الأبنية القديمة في لبنان".


جبرا: المركز الثقافي هو جسر تواصل

ركز جبرا على تفرد جامعة الـLAU "بإنشاء مركز التراث واحتضانه كي ينشر تراثنا في وجوهه المختلفة وقطاعاته المتعددة"، مردفاً أن "المركز هو جسر تواصل بينها وبين المجتمع، فالجامعة ليست مقاعد ومحاضرات وامتحانات بل هي فعل حيوي ضالع في ضمير الوطن والمواطنين". وعما إذا كان من الممكن إدخال التراث اللبناني في مناهج الجامعة واختصاصاتها، تمنى جبرا على مدير "المركز أن يتقدم من إدارة الجامعة بعرض مفصل معلل وموثق، يبرر فيه أهمية هذه الخطوة، حتى تستطيع الجامعة إدراج التراث اللبناني في مناهجها".


شويري: نشهد تزاوجاً بين أنماط تقليدية وأجنبية

أشار شويري الى ان كتابه الجديد "بيوت لبنان" يتضمن صوراً ووثائق عمل على تجميعها ودراستها، بدءاً من العهد العثماني مع الخبير النمسوي فردريش راغيت الذي اكتشف، تعاوناً مع جمعية "أبساد"، أوائل أنماط البيت اللبناني التراثي، فإلى الفترة الفرنسية مع الخبيرين الجامعيين سمعان كفوري وروبير صليبا ودخول القرميد إلى البيت اللبناني.

وعن فترة الاستقلال وما بعدها، شرح شويري تطور العمارة وما لحقها من تغير في الأنماط الهندسية، وصولاً إلى فترة الحرب في لبنان. أما الفترة الحالية بحسب شويري فهي " تزاوج بين العمارة التقليدية وأنماط أجنبية تتوافد إلينا من كل العالم".
 


لحود: الأحياء التراثية تخسر طابعها التقليدي

استهلّ لحود مداخلته من البيت التقليدي اللبناني قبل المسيح، أيام كان البيت مربعاً أو مستطيلاً من قطعة واحدة، يقال له المد، ثم بدأت تتنازعه أنماط خارجية وفدت إليه من توسكانا والبندقية، وأنماط شرقية فارسية وشامية ، إلى منتصف القرن التاسع عشر. وانتشرت على السطوح ظاهرة القرميد (معظمه من مرسيليا - ماركة النحلة). وقال:"التأثير العثماني كان ضئيلاً على عكس ما يعلل الكثيرون ذلك إبان أربعة قرون السلطنة العثمانية في لبنان"، مضيفاً أن "البيت اللبناني فقد تدريجياً طابعه الخاص بدخول الهندسات العالمية".

ولفت لحود الى ان "الأبنية العالية والأبراج الشاهقة أخذت تبتلع هدوء البيت التقليدي اللبناني وتنزع عن الأحياء التراثية طابعها التقليدي كما في منطقة الجميزة ومار مخايل والجوار، وهي شاهدة على نهضة لبنان معمارياً بعد المتصرفية، وازدهار مرفأ بيروت الذي أدخل على لبنان نهضة غير مسبوقة".