محمد نمر

لتشكيلة اختصاصيين مصغّرة مع مداورة... وميقاتي كان ضمن الأسماء الثلاثة

السنيورة لـ"المُوَلولين": نواف سلام ليس نهاية الكون

9 أيلول 2020

02 : 00

السنيورة: تضحيتنا كبيرة مقابل انقاذ البلد

منذ أن تلا بيان رؤساء الحكومات السابقين بتسمية مصطفى أديب لتكليفه تشكيل الحكومة، لا تهدأ محركات الرئيس فؤاد السنيورة، بل تعمل بأقصى قدرتها، مفجراً الألغام الإعلامية والحملات التي تهدف إلى تعطيل طريق أديب، رافعاً راية "لبنان أولاً" ومتسلحاً بشخصية "الرجل المسؤول". ويبقى الهدف واحد: حماية "الطائف والدستور"، هذا هو الطريق الوحيد لانقاذ لبنان. فأسكت السنيورة كل "المولولين" بمجموعة من المواقف والمعطيات:

- "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يسمّ الرئيس المكلف مصطفى أديب، بل طلب اقتراح ثلاثة أسماء".

- "لا علاقة لطه أو نجيب ميقاتي بتسمية أديب، بل اقترح اسمه الرئيس سعد الحريري وتوافق عليه رؤساء الحكومات السابقون".

- "لم يكن اسم النائب العام التمييزي غسان عويدات ضمن الأسماء المقترحة، بل تضمنت: الرئيس نجيب ميقاتي، ومحمد الحوت، ومصطفى أديب".

- "الحكومة يجب أن تكون مصغّرة ومن اختصاصيين وأن يتم تأليفها على مبدأ المداورة في كل الوزارات بما فيها وزارة المالية".

- "لا وجود لتوقيع شيعي ثالث في الدستور أو اتفاق الطائف، وإذا هناك من تسريبات عن الرئيس نبيه بري في هذا الشأن فرأي بري لا يلزم الدولة اللبنانية".

خماسية مواقف، تثبت أن فؤاد السنيورة "ليس نادماً" على خيار أديب، بل يرى أن أسلوب تشكيل الحكومة حالياً فرصة للعودة إلى الدستور و"الطائف" في تشكيل الحكومات. إنه السنيورة الذي يُعتبر من أبرز معارضي "حزب الله" لا يزال على الثوابت نفسها لكن هذه المرة يضع لبنان ومصير اللبنانيين كأولوية، فالوقت لا يسمح بالمناورات، وهي سياسة تنسجم تماماً مع رؤية الرئيس سعد الحريري للمرحلة.

ويوضح السنيورة، في جلسة مع الصحافيين أن "موضوع التوقيع الشيعي الثالث غير موجود في الدستور واتفاق الطائف وليس هناك من حكر على أي طائفة في أي وزارة وأي كلام غير ذلك هو نسيج في الهواء"، مذكّراً بأن "من أهم البنود الاصلاحية والنظام الديموقراطي هو التداول في السلطة".

وعن رعاية رؤساء الحكومات السابقين لأديب، وهل من مخالفة دستورية في أسلوب تسمية أديب، يقول السنيورة: "نحن عبرنا عن رأينا وليس في ذلك الزام لكل الناس، وإذا اراد العهد أن يصلح حاله فهذه فرصة له وإذا لا يريد فيكون قد ضيّع الفرصة عليه وعلى البلد، ولم نمس بالدستور بل عرضنا اقتراحنا ولم نأت بالمفتي إلى جانبنا ليفرض رأياً سنياً"، معتبراً أن "ابداء الرأي كان ضرورياً بعد حفلة حسان دياب وبعد حفلات الاستهزاء بالطائف".

ماذا عن نواف سلام؟ يجيب السنيورة: "قال الثنائي الشيعي منعمل حرب وما منمشي بنواف سلام، "إلي ما بدو يزوج بنته بعلي مهرها... نواف سلام مش نهاية الكون وأنا اول من رشحته سابقاً، لكن في حال اردنا عدم الوصول إلى الحل فمن السهل جداً ذلك، وهو أسهل من أن نطرح اسم نواف سلام".

ما الفرق بين أديب ودياب؟ يجيب: "دياب جرّب والضرب بالميت حرام ومش كل مين صف صواني يعني انو حلواني".

ويصف السنيورة ما حصل بـ"تضحية كبيرة مقابلها هو مكسب للبلد بالعودة إلى الطائف والدستور، وعلينا ان نرى الامور بخواتيمها، وما يجري قبل التشكيل هو أن كل شخص يكبّر مهر ابنته". ويضيف: "أنا مش صاحب دكانة ولا اتصرف بناء على ذلك بل اتصرف كرجل مسؤول، البلد يضحي بأن يأتي بشخص يتمتع بمواصفات عديدة، لا خبرة سياسية له، وما يمكن تحقيقه هو بالعودة لاحترام الدستور، ولا اتحدث أن رؤساء الحكومات ضحوا بل لبنان ضحى فكان بامكان سعد الحريري وتمام سلام وانا ونجيب ميقاتي ان نكون رؤساء لكن ما قمنا به هو لانقاذ البلد، وهناك من هو غير مدرك انه بعد شهرين لن يكون بامكاننا ان نستورد القمح ولا الأدوية"، ويتابع: "نعرف ان المشكلة الاساسية هي "حزب الله" ووجود دويلة اكلت الدولة ودويلة تسيطر على كل شيء وتسيطر على المرفأ مثلاً، هذه مشكلات موجودة لكن هل موضوع توقيع التشكيلات القضائية يحتاج موافقة بوتين وترامب؟ إذاً اصلاح الكهرباء ينتظر مجلس الامن؟ نعم اقتلعت الدولة من قبل الدويلة وباتت الامور واضحة وهم تحت ضغط نعم، وكلهم يضربون اخماساً باسداس ويسألون ماذا لو لم ينجح التشكيل؟".

ولا يخفي أن "الفرنسي لديه مصالح في لبنان والعراق وفي ايران ويسعى ليكون له موطئ قدم في هذه الدول واستراتيجية لمواجهة تركيا وايضاً في حال اعيد تركيب المنطقة ان يكون له رأي، فضلاً عن سعيه للتأثير على الاتحاد الاروبي وتحديداً بعد خروج انكلترا وايضاً استعداد المستشارة الألمانية انغيلا ميركل للمغادرة... إنها مغامرة فرنسية ولا نستطيع نحن في لبنان أن نغفل هذه النافذة".

ألم يستفد "حزب الله" من هذه المغامرة ويستقر مجدداً؟ يجيب السنيورة بآية قرآنية: "يمدهم في طغيانهم يعمهون".

ويقول: "لست نادماً على الخيار ولا على تلاوة البيان ولو هناك فرصة واحد بالمليار موجودة في ألاسكا أو سيبيريا لأجل إنقاذ البلد سأذهب إليها".

ماذا عن الموقفين الخليجي والأميركي؟ يجيب: "الموقف الخليجي يشبه الأميركي أي الاثنان في موقع المراقبة وإذا نجحت العملية يتبنيانها، واعتقد السعودية في حالة انتظار".

وفي شأن طروحات تغيير النظام، يلفت السنيورة إلى أنه "لا يمكن البحث باتفاق الطائف وهناك من يضع السلاح على خصره، الناس لا تستوعب روحية الطائف، فهو من حرص على المواطن كمواطن بصرف النظر عن طائفته، فأوجد مجلساً للنواب تشريعياً، لكل المواطنين كأفراد بمختلف طوائفهم، كما تحدث عن منطق الجماعة بموضوع مجلس الشيوخ لكنه ليس مجلساً تشريعياً بل يهتم بقضايا مصيرية تهتم بقضايا للجماعات، وليس هناك من نظام يعالج مشكلة لبنان غير اتفاق الطائف، ولبنان بلد مدني".


MISS 3