تحاول روسيا تضخيم التوتر مع الغرب، بعد سماح واشنطن لكييف باستخدام أسلحة أميركية متطوّرة لضرب الأراضي الروسية، الأمر الذي باشرت به أوكرانيا مستخدمةً صواريخ أميركية وبريطانية لاستهداف مواقع عسكرية في الداخل الروسي، مع سعيها إلى تكثيف هذه الهجمات لضرب خطوط الإمداد ومصادر التهديدات العسكرية.
وبعدما عدّلت موسكو عقيدتها النووية، بما يُسهّل عليها الردّ نوويّاً على هجوم تقليدي واسع من قِبل دولة غير نووية مدعومة من قوّة نووية، أوضح الكرملين أن "الخط الساخن" الخاص المولج بنزع فتيل الأزمات بين واشنطن وموسكو، والمعروف بـ"الهاتف الأحمر" الذي أُنشئ عام 1963 بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ليس مستخدماً حاليّاً.
كلام الكرملين دفع مراقبين إلى التعليق على الأمر، معتبرين أن "الغبار" تراكم على هذا الخط، خصوصاً في ظلّ إدارة الرئيس جو بايدن، إنّما هذا لا يمنع إدارة الرئيس المُنتخب دونالد ترامب المقبلة من إزالة "الغبار" لتبديد الهواجس المشتركة والتخفيف من "المخاطر النووية"، وربّما الوصول إلى تسوية تنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقلّل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أهمية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديث العقيدة النووية، ووصف الأمر بأنه "مجرّد كلام"، مؤكداً أن ذلك "لن يُرهبنا"، بينما اعتبر رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن هذا التغيير يستبعد إمكانية هزيمة القوات الروسية في ساحة المعركة، مرجّحاً لجوء بلاده إلى القنبلة الذرية بدلاً من أن تهزم في حرب تقليدية.
وبعد استخدام كييف لصواريخ "أتاكمس" الأميركية لضرب الأراضي الروسية، أطلقت أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية على الأراضي الروسية للمرّة الأولى، وفق وكالة "بلومبرغ"، فيما كشف مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" أن بايدن وافق على إمداد كييف بألغام أرضية مضادة للأفراد، وهي خطوة قد تساعد في إبطاء التقدّم الروسي في شرق أوكرانيا، خصوصاً عند استخدامها مع ذخائر أميركية أخرى.
وفيما أعلنت سفارات غربية عدّة في كييف، بينها الأميركية والإيطالية والإسبانية واليونانية، إغلاق أبوابها موَقتاً أمس بسبب التهديدات بهجوم جوي، طالبت الخارجية الأوكرانية تلك السفارات بعدم تأجيج التوتر، معتبرةً أن تهديد القصف الروسي "يومي" في البلاد منذ بدء الغزو.
في السياق، أوضحت المديرية العامة للاستخبارات الأوكرانية أن موسكو شنت "هجوماً نفسيّاً ضخماً بالمعلومات" على البلاد من خلال نشر تحذير زائف على أنه صادر عن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في شأن هجوم جوي ضخم وشيك.
توازياً، كشف عضو لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي لي سيونغ كيون أن حوالى 10900 جندي كوري شمالي نشروا في منطقة كورسك الروسية ضمن قوات مشاة بحرية روسية ووحدة محمولة جوّاً، مؤكداً أن بعضهم يُشارك بالفعل في معارك.
وفي روسيا، ذكر جهاز الأمن الاتحادي أنه احتجز المواطن الألماني نيكولاي غايدوك للاشتباه في تهريبه متفجرات واتهامه بالضلوع في تفجير أنبوب في محطة لتوزيع الغاز في منطقة كالينينغراد.
من جهة أخرى، اختار ترامب ماثيو ويتيكر مرشحاً لمنصب السفير الأميركي لدى حلف "الناتو"، بعدما عمل لفترة وجيزة قائماً بأعمال وزير العدل في ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض.