حياة إرسلان

المتحاربان يتساويان بالمكابرة والعجرفة وادّعاء النصر

مصير حرب لبنان أن تنتهي. لن تستمر هذه الحرب إلى الأبد، حتى أطول الحروب التي مرت على البشرية واستهلكت عشرات السنين من خراب ودمار وفناء كان لها نهايات.

النهايات تكتب إما باحتلالات أو باتفاقات يملي فيها الأقوى شروطه على الأضعف.



بناء عليه نتساءل أي اتفاق سيوقع بين "حزب الله" ممثل إيران في لبنان وإسرائيل التي تمثل القوة الغاشمة والمدمرة التي لا تستثني لا حجراً ولا بشراً. كل من المتحاربين يدعي النصر حيث يصبح للتضليل عنوان. إسرائيل تتابع تحقيق أهدافها على قاعدة الأرض المحروقة تدخل الجنوب وتتجول فيه بحرية، لكنها لا تغامر بالبقاء خوفاً من مفاجآت ذاقت مرارتها يوماً. وبالتالي لا انتصار كاملاً لإسرائيل ولو أنها متفوقة، ولا مجال لمقارنة القدرات القتالية بينها وبين "حزب الله"، وبخاصة في سلاح الجو الأكثر فتكاً والذي يميل الميزان لصالحها.



المتحاربان يتساويان بالمكابرة والعجرفة وادّعاء النصر لكنهما يختلفان في مجال صلابة المرتكزات، فـ "حزب الله" الذي يرتكز إلى الوعود الفارغة مثل "إلى النصر المؤكد"، التي أثبتت أنها تهويل أكثر منها واقعاً، لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تزيد من إراقة دماء اللبنانيين هباء. وإسرائيل التي ترتكز إلى تفوقها في الميدان وتفرغ عدداً كبيراً من مدن وقرى الجنوب، كذلك ترتكز إلى ما جنت يداها حتى الآن من ضحايا بالآلاف بين قتيل وجريح وبين دمار غير مسبوق وأرض تحولت إلى محروقة بعد أن كانت مأهولة وقطعة من السماء على الأرض.



المخجل والذي يجعل من اللبنانيين، الذين تزهق أرواحهم وتندثر ممتلكاتهم شهود زور، هو أن مسار الأمور سواء باستكمال الحرب أو توقفها يعود إلى قوى خارجية تعلنه جهاراً. فمثلاً خبر الهدنة المتوقعة والتي يتلهف عليها اللبنانيون تتشاور فيها وتعلن عنها أميركا وفرنسا  ويأتي الجواب عليها من الخارج، أي من إيران، تكابر وتعلن شروطها على أساس أنها شروط المقاومة.


أما في الداخل فمتعدد الأدوار نبيه بري يختصر كل السلطات ويصغي جيداً لتعليمات إيران ولا يقوى على الاستفهام و/أو التساؤل، فهو مكبّل بتعليمات إيران وبتكليف من "حزب الله" فيزيد من تشابك السلطات التي ينص الدستور على فصلها. وبالتالي يزيد من غربة مؤسسات الدولة ودورها الذي ينص عليه الدستور، فتتسع الهوة وتتمدد بين شعب ضائع يفتش عن الدولة ولا يجدها، وسلطة لا تملك قرارها فإذا بنا أمام ضياع يزيد من تحلل الدولة.



عشية إعلان الهدنة إذا حصلت.


ماذا ينوي الشعب اللبناني أن يفعل:



نحن نسأل، هل من خطة أو برنامج يطبقه في أثناء الهدنة وما بعد الهدنة؟ أو بالأحرى هل من موقف يصب في خانة محاسبة من جرّنا إلى حرب نعرف أنها خاسرة قبل أن تبدأ.



فلنتذكر أن بعد حرب 2006 لم تجر المحاسبة فسهلنا الطريق إلى حرب 2024 - 2023.



مطلوب موقف وطني موحد يطالب بتطبيق القرارات الدولية وتسليم الجيش اللبناني الأمن في الجنوب، واستعادة الدولة من الدويلة ومحاسبة كل من تربع على عرش السلطة عشرات السنين وترك الدولة تصل إلى الهاوية.