يرقد مراسل وكالة "الأسوشيتد برس"، الزميل محمد الزعتري، في غرفة بالطابق الثاني داخل مستشفى حمود الجامعي في صيدا، للعلاج من الجروح التي أصيب بها في بلدة الخيام. ومن المقرر أن يخضع اليوم لعملية جراحية لإزالة شظية من ركبته، ثم يخضع بعد أسابيع لعملية أخرى لإزالة شظايا من فخذه.
وكان الزعتري أُصيب أثناء تغطيته وقائع عودة النازحين إلى القرى والبلدات الجنوبية الأربعاء الماضي أي في اليوم الأول لوقف الحرب بين اسرائيل و"حزب الله". وقد بدأ تغطيته من صيدا مروراً بقرى قضاء النبطية، وصولاً إلى الخيام في قضاء مرجعيون.
وفي داخل الخيام، حيث تمركز الجيش الإسرائيلي في بعض أحيائها وخلف أحد المنازل. وكان يستعد للإنسحاب، أطلق النار على مجموعة من الصحافيين من دون تحذير أو إنذار، رغم معرفته بأنهم صحافيون يحملون كاميراتهم. فأُصيب الزعتري بشظايا رصاص متفجر في الفخذ والركبة والكاحل. وسارع من معه إلى إنقاذه، إلى جانب شيخ كان في المكان، وقطعوا به مسافة لا بأس بها سيراً على الأقدام حتى تمّ نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.
لعبت الصدفة دوراً في إنقاذ الزعتري ووقف النزيف الحاد، إذ كان مدير المستشفى، الدكتور مؤنس كلاكش، يتفقّد المستشفى بعد إقفاله جراء الحرب الإسرائيلية، للإطلاع على الأضرار التي لحقت به تمهيداً لإعادة تشغيله. فسارع إلى تقديم الإسعافات الأولية له ووقف النزيف، قبل أن يُنقل إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية، ومنه بواسطة الصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى حمود الجامعي في صيدا.
في قسم الطوارئ، خضع الزعتري لصور شعاعية وفحوصات طبية، وقد طمأنه الأطباء إلى أن الجراح ليست خطيرة، لكنه يحتاج إلى عملية جراحية لإزالة شظية من الركبة، وأخرى بعد أسابيع لإزالة الشظايا من الفخذ. ولم تُثنِ الإصابة الزعتري عن مواصلة رسالته الإعلامية، حيث يردد أنه سيعود إلى الميدان قريباً لمواصلة مسيرته الإعلامية.
كما أُصيب مع الزعتري الزميلان علي حشيشو وعبد القادر الباي بجراح مختلفة، علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي يُصاب فيها الزعتري أثناء تغطيته الحرب الإسرائيلية على لبنان، إذ تعرّض لحادث سابق خلال تشييع ضحايا من بلدة عيترون الجنوبية في مسقط رأسهم بليدا الحدودية، وذلك عندما سقط عن أحد السلالم الخشبية بعدما انكسرت إحدى دعائمه، ما أدى إلى كسر ثلاثة أضلاع في قفصه الصدري.
واستنكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية، جوزيف القصيفي، إطلاق النار على مجموعة من الصحافيين والمراسلين في بلدة الخيام، وأكد أن "هذه الحادثة المدانة لا تنفصل عن سلسلة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الصحافيين والإعلاميين والمصورين اللبنانيين منذ الثامن من تشرين 2023 حتى اليوم، وكان من نتائجها الدامية ارتقاء ما يزيد على 12 منهم، إضافة إلى العشرات الذين أصيبوا بإعاقات دائمة أو جراح بليغة".