حصل اللاعب لامين يامال على جائزة الفتى الذهبي، كأفضل موهبة في العالم عام 2024، وظهر أخيراً في عالم الكرة الأوروبية، حيث كانت بداياته مع نادي برشلونة في شهر نيسان من عام 2023، وفي خلال سنة ونصف استطاع إبراز نفسه وحقق الإنجازات المحلية والدولية.
وأنجبت شيلا إيبانا ابنها لامين في 13 تموز 2007 في إسبلوغاس دي يوبريغات وكان عمرها 16 سنة فقط، بينما كان والده منير النصراوي في لـ21 من عمره.
تعود جذور مهاجم فريق برشلونة ونجم المنتخب الإسباني إلى المغرب حيث نشأ والده، وإلى غينيا الإستوائية حيث تنحدر والدته، وحضر كلاهما لإسبانيا بحثاً عن مستقبل أفضل.
وسمي لامين بهذا الاسم، تكريماً لشخصين ساعدا أهله بعد وقت قصير من ولادته، وشاءت الصدف أن يجتمع لامين بميسي في عمر الستة أشهر في صورة التقطت لهما في إحدى حملات اليونيسيف وقتها.
استقر أهله في حي روكوفوندا، أحد أفقر أحياء كتالونيا حيث كانت أمه تعمل في مطعم ووالده في مجال البناء.
وبسبب الظروف السيئة انفصل منير عن شيلا، وانتقل لامين مع أمه إلى حي غرانوييرز حيث بدأ مشواره الكروي في الخامسة من عمره مع فريق لا توريتا، هناك لعب لسنتين ولفت انتباه أحد كشافي برشلونة، فقدم له عرضاً للانضمام إلى أكاديمية لاماسيا في سنه السابعة.
ويروي منير نصراوي معاناة البدايات خصوصاً من ناحية صعوبة التنقل ويقول في إحدى مقابلاته: "كنت أشاهد أولاد الأكاديمية يأتون بسيارات فارهة مع أهلهم، أما أنا ولامين فكانت تستغرق رحلاتنا المرهقة أربع ساعات في المواصلات العامة حتى نصل لمقر التدريبات".
علم نادي برشلونة بالأمر فقرر تأمين مسكن له في الأكاديمية، لشدة إيمانهم بموهبته.
ولمع نجمه في لاماسيا، فسجل 357 هدفاً في 249 مباراة، وبهذا الأداء، لفت انتباه تشافي مدرب برشلونة السابق، فقرر إشراكه مع الفريق الأول في نيسان 2023 أمام ريال بيتيس ليصبح أصغر لاعب يشارك في تاريخ البرشا بعمر الـ 15 سنة.
ويقول لامين: "في بدايتي كانت المشاعر ممزوجة بالفرح والغرابة، فمن شدة سعادتي لم أسمع صوت الجمهور في الملعب".
مع بداية موسم 2023-2024 أصبح يلعب أساسياً ويشارك باستمرار مع تشافي حيث اكتسب الخبرة اللازمة واستطاع إظهار موهبته للعالم، وسجل 7 أهداف وقدم فواصل مهارية أكد من خلالها على قدرته الكبرى في تخطي دفاعات الخصوم، وهو ما سمح لمدرب المنتخب الإسباني دي لا فوينتي باستدعائه لبطولة اليورو.
موهبة يامال فرضت تواجده في أولى مباريات البطولة، فشارك بانتصار بلاده أمام كرواتيا 3 – 0 وقدم تمريرة حاسمة في تلك المباراة.
وفي يوم 9 تموز 2024 أصبح أصغر لاعب يسجل في تاريخ اليورو والبطولات الكبرى، وكان ذلك أمام المنتخب الفرنسي في مرحلة النصف نهائي ويوم تغنت به الجماهير وغنى له المعلق الشهير حفيظ دراجي بقوله: "لامين يامال ما لوش مثال".
وفي النهائي أمام إنكلترا دخل التاريخ مرة أخرى، حيث أصبح أصغر لاعب يشارك في نهائي اليورو ويصنع هدفاً، في ليلة مميزة له، توج فيها "لاروخا" باللقب.
ويحتفل الفتى الذهبي بعد تسجيل الأهداف مشيراً للرقم 304 وهو رقم بريد حي روكوفوندا حيث كانت نشأته، فظل وفياً للمكان الذي ترعرع فيه.
لم يجد منير نصراوي المهاجر، فرصة لممارسة كرة القدم واحترافها وعاش أيام البؤس والفقر في روكوفوندا، ومع ولادة لامين أراد أن يسير ابنه على خطى أحلامه فسعى لأن يكون لاعباً محترفاً.
جميلة هي قصص اللاعبين المقاتلين الذين تحدوا جميع الظروف الصعبة نحو تحقيق الأهداف والأحلام.
ويقدم الموهوب موسماً ممتازاً مع فريقه إذ يعتبر أخطر لاعبي الهجوم في تشكيلة البلوغرانا، وسجل ستة أهداف وقدم تسع تمريرات حاسمة منذ بداية الموسم حتى اللحظة.
تختلف موهبته عن الجميع، أسلوبه مميز يشبه لاعبي أميركا الجنوبية، بمراوغاته وتمريراته وتسديداته، هو حالة خاصة في عالم الكرة الأوروبية.
في الآونة الأخيرة، حكي كثيراً عن خليفة ليونيل ميسي، وبالرغم من أن الأسطورة الأرجنتينية ظاهرة لن تتكرر في عالم كرة القدم، لكن هذا الفتى يحمل في جعبته ملامح ولادة أسطورة جديدة في السنوات القادمة.
