جورج الهاني

أعطوا وزارة الشباب والرياضة لأهلها

14 أيلول 2020

02 : 00

في كلّ مرة يكون المسؤولون منهمكين بتشكيل حكومة جديدة، تتعالى أصواتُ الرياضيين في مختلف ألعابهم ومناصبهم مطالبين بإسناد حقيبة وزارة الشباب والرياضة الى واحدٍ من أهل الإختصاص، ممّن يعرفُ تماماً معاناة هذا الوسط وهمومه، ويكون لديه النيّة والقدرة على تحقيق أحلام الرياضيين وتطلّعاتهم في بلدٍ منهك لم يعد يستطيع منح شبابه إلا جرعة من الخيبات والأزمات التي أصبحت تزيد من عناده وإصراره على الهجرة سعياً وراء مستقبل أجمل وظروفٍ أفضل.

منذ إستحداث وزارة الشباب والرياضة منذ عشرين عاماً لم يأتِ وزيرٌ ذو خلفية رياضيّة أو ملمٌّ بشؤون هذا القطاع وشجونه، فكلّ الذين تعاقبوا على هذا المنصب إنما أتوا على خلفية تسوياتٍ ومحاصصاتٍ بين الطوائف أو الأحزاب أو القوى الموكل إليها "تقسيم الجبنة" الحكومية، فكانت النتيجة دائماً تعيين وزراء "جاهلين" رياضياً ساهموا بشكل أو بآخر في زيادة الجروحات في الجسم الرياضي النازف أصلاً، وتراجع مستوى الألعاب الجماعية والفردية، وزرع اليأس والإحباط في نفوس الأبطال والبطلات الذين إضطرّ عددٌ منهم الى هجْر هذا الوسط بحثاً عن عيش كريمٍ ومهنة لائقة تقيهم شرّ هذه الأيّام ومرارتها.

آن الأوان لكي يسمع المؤتمنون على هذا الوطن صرخة الرياضيين المحقّة ويلبّوا مطلبهم المُزمن بوصول وزيرٍ للشباب والرياضة نظيف ونشيط من بينهم، والذين يستحقّون هذا المنصب اليوم كثرٌ بغضّ النظر عن شكل الحكومة الجديدة ما إذا كانت سياسية أو "تكنوقراط" أو غيرهما، فالرياضيون الحزبيون الأكفاء موجودون، وكذلك الرياضيون المستقلّون الفاعلون، فلمَ لا تكون هذه الحقيبة إذاً من نصيبهم، ويأتي من يعمل بجدّ من أجل إحداث نفضة – بل ثورة – في هذا الوسط المترهّل، فتُضخُّ دماءٌ جديدة في شرايينه وينهضُ من كبوته، ويعود رياضيوه وإداريوه ليلعبوا دورهم الرياديّ في محيطهم العربي خصوصاً وفي القارة الآسيوية بشكل عام.