عماد الشدياق

محمد البشير لمراسلنا: تحدّيات كبيرة تنتظرنا ونسعى لبناء دولة حرة ومستقلة

من داخل مبنى رئاسة مجلس الوزراء في دمشق، وبعد ساعات على تولّيه منصبه، وترؤس اجتماع لفريق العمل في حكومة الإنقاذ، تحدّث رئيس الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير، لـلزميل في "نداء الوطن" عماد الشدياق، عن رؤيته لمرحلة ما بعد نظام الأسد، والتحديات التي تواجه حكومته خلال الفترة الانتقالية.



تسيير المرحلة الانتقالية وتسلّم الملفات

أكد البشير، أن حكومته مكلفة بتسيير الأعمال خلال المرحلة الانتقالية حتى الأول من آذار 2025، حيث بدأت حكومته باستلام ملفات مؤسسات الدولة من حكومة النظام المخلوع. وقال: "ورثنا حملاً ثقيلاً وإدارة مترهّلة نتيجة فساد سنوات طويلة قبل الثورة وخلالها، فضلًا عن ديون مالية متراكمة وأوضاع معيشية سيئة للسوريين".


ومع ذلك، أشار إلى أن تجربة إدلب الناجحة تمنحهم الأمل في تحسين أوضاع سوريا، مع إدراك أن التغيير لن يكون سريعاً.

وقال إنّ النظام ترك الواقع المعيشي للناس بشكل سيء و"هذا يحملّنا أعباء كثيرة. لقد ورثنا ديوناً مالية متراكمة على الحكومة بالتالي، ولهذا فإنّ التحديات كبيرة". 


محاسبة مرتكبي الجرائم

وأوضح البشير أن حكومته ستعمل على ملاحقة جميع المتورطين بجرائم حرب ضد الشعب السوري وفق القوانين السورية والدولية. وأكد أن:"هناك شخصيات تابعة للنظام المخلوع ارتكبت جرائم حرب بحق الشعب السوري قبل الثورة وخلالها. نحن نتكلم عن ناس غُيّبت وأخفيت في السجون من عشرات السنوات. وعدد كبير من السوريين اعتقلوا واضطهدوا خلال الثورة". ووعد بأنّ كل من يثبت تورّطه بالدماء وبقتل السوريين ستتم محاسبته. 


الواقع المالي المتدهور

تحدث البشير عن الأوضاع المالية، واصفًا إياها بأنها "سيئة للغاية"، مشيراً إلى أن العملات الأجنبية "شحيحة" وأن قيمة الليرة السورية انهارت إلى مستويات غير مسبوقة. وقال: "نعمل على جمع البيانات من جميع مؤسسات الدولة لتقييم المرحلة المقبلة، إلا أن الوضع الحالي معقد للغاية".



أولويات الحكومة الانتقالية

أكد البشير أن الهدف الأول لحكومته هو إعادة الأمن والاستقرار للمدن السورية، وتشجيع اللاجئين على العودة إلى البلاد. كما شدد على ضرورة تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، مشيراً إلى الوضع المأساوي الذي عاشه الشعب السوري في ظل النظام السابق: "الشعب السوري عاش في ظلامين: ظلام النظام وظلمة الكهرباء. هدفنا إعادة الخدمات وتحسينها".



سوريا ودولة القانون

ردًا على تساؤلات حول بناء دولة إسلامية، أكد البشير أن سوريا تتجه نحو وضع دستور جديد يعكس العدالة وحقوق جميع الطوائف. 


علاقات مع الدول وضمانات لروسيا

وحول العلاقة مع روسيا والقواعد العسكرية، أكد البشير أن الثورة السورية ليست موجهة ضد أي دولة أو طائفة، بل ضد نظام الأسد فقط. وأضاف: "لا مشكلة لدينا مع أي دولة بعيدة عن نظام الأسد، ورسالتنا واضحة: نحن نسعى لبناء دولة حرة ومستقلة".



واختتم البشير حديثه بدعوة السوريين في الخارج للعودة إلى وطنهم للمشاركة في إعادة بناء سوريا، مؤكداً أن الحكومة الانتقالية ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة.



من هو رئيس الحكومة الانتقالية السورية؟


محمد البشير، وبحسب ما يشير الملف التعريفي بحكومة الإنقاذ، من مواليد في العام 1983 في جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، حائز على إجازة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية - قسم الاتصالات من جامعة حلب عام 2007، وعمل رئيساً لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011.



وكان مديراً للتعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف العام، كما أنّه حاصل على إجازة في الشريعة والحقوق بمرتبة شرف من جامعة إدلب عام 2021، وشهادة في مبادئ التخطيط والتنظيم الإداري.



كما شغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ عامي 2022 و2023، قبل أن يصبح رئيساً لها.



** نقلاً عن القدس العربي