روي أبو زيد

"كي لا ننسى أبطال بيروت"...تحيّة إلى شهداء فوج الإطفاء

15 أيلول 2020

02 : 00

بيروت عاصمة الثقافة والابداع والجمال، سقطت سبع مرات لكنها وقفت ثمانية منها... تأبى الاستسلام، تلملم أشلاء شهدائها وتتابع مسيرتها أقوى، رافعة الرأس وعزيزة النفس. كرامتها محفوظة ومصانة ومحميّة بدم كلّ من سقط على أرضها فداءً لها.



مؤسِّسة اللقاء أندريه معراوي



لم يتأخروا يوماً عن تلبية نداء استغاثة؛ إذ كانوا يتراكضون إلى سياراتهم وينطلقون في شوارع بيروت بأقصى سرعة لإخماد ألسنة النيران وإنقاذ الأرواح والممتلكات، لكن نداء "الثلثاء الأسود" كان الأخير في حياة الأبطال العشرة الذين ذهبوا إلى "مرفأ الموت" ولم يعودوا.

رنّ جرس الحريق في هذا اليوم المشؤوم. سارع شربل حتي وشقيقه نجيب إضافة إلى شربل كرم وجو بو صعب، رامي كعكي، مثال حوا، رالف ملاحي، إيلي خزامي، جو نون وسحر فارس لأداء المهمة.

أضاف أحد القريبين منهم: "وصلوا جميعاً في اللحظة عينها إلى آليات الإطفاء والإسعاف، الرقيب وفيق السبيعي كان يريد أن يقود السيارة، إلا أن مثال حوا أصرّ على الذهاب بدلاً عنه، وإذ بالموت يخطفه".

باتوا بعداد المفقودين بعد انفجار العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت لكن محافظ بيروت مروان عبود أعلن في اليوم التالي: "أننا خسرنا 10 عناصر من فوج إطفاء بيروت"، هم 9 شبان وفتاة.

ولم يسلم مركز إطفاء بيروت في الكرنتينا من الانفجار، إذ تعرّضت حياة العشرات للخطر كما باقي اللبنانيين.





ويقول أحد الأهالي بغصّة وحرقة: "ما حصل في هذا اليوم، كارثة لن تمحوها السنين وسيبقى دم كل شهيد خسره لبنان في عنق كل مسؤول علم بوجود مخزن متفجرات خطير في مرفأ عام".

وتحت عنوان "كي لا ننسى ابطال بيروت" قرّرت جبهة السيادة اللبنانية LSF تنظيم تجمّع يحمل في طيّاته تحية لفوج إطفاء بيروت الذين استشهدوا في انفجار الرابع من آب.

وينعقد اللقاء يوم السبت 19 أيلول عند الثامنة مساءً في باحة فوج الاطفاء. وتشير مؤسسته أندريه معراوي في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ "هذا الحدث هو تحيّة لفوج إطفاء بيروت"، مردفة أنّنا "سنحاول جمع التبرّعات لهذا الفوج خصوصاً وأنّ المساعدات غالباً ما تعود للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني".





وتلفت الى أنّ "هذا الحدث سينعقد في منطقة الكرنتينا في مبنى قريب من مركز فوج الإطفاء، حيث سنقوم بعرض صور الشهداء كافة مع إظهار مقاطع فيديو وصور تبرز مهام فوج الإطفاء الصعبة والخطرة".

وتضيف معراوي أنها "ستزرع في موقف البناية أشجاراً تضع في فيئها بعض المقاعد كي يجتمع كلّ من فقدوا أحبتهم سوياً في هذا المكان الذي سيحمل في طيّاته ذكرى هؤلاء الشهداء عبر نقش أسمائهم". وتكشف: "سنضيء هذه الأشجار في عيد الميلاد كتحية لكل من يعيّد في السماء".

وتختم معراوي قائلة: "نحاول التواصل مع اكثر من جهة كي يرعوا هذا الحدث، وأتّصل بالفنانين ليقدّموا هذا اللقاء تحيّة لهؤلاء الشهداء وعائلاتهم، لكن للأسف لا أحد يريد أن يقدّم خدمته مجاناً، وهذا أمر معيب!"


MISS 3