"لجعل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان سلاماً دائماً وعادلاً وشاملاً"

الراعي: نرافق الكتل النيابية بالصلاة من أجل انتخاب رئيس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور مدير العناية الطبية في وزارة الصحة،الدكتور جوزيف حلو،رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب القوات اللبنانية أنطوان مراد مع وفد من مصلحة الطلاب في الحزب، قائمقام كسروان_ الفتوح السابق جوزيف منصور، الشيخ سعد فوزي حمادة، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية الدكتور الياس صفير، مدير عام الشؤون العقارية السابق في لبنان بشارة قرقفي، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.


بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك"(متى 1: 20). وقال في شقّها السياسي: السبت والأحد الماضيين، لبيّت دعوة الرئيس الفرنسيّ السيّد Emmanuel Macron للمشاركة في إعادة فتح كاتدرائيّة Notre Dame de Paris، بعد ترميمها من الحريق. فشاركت نهار السبت في الإحتفال وصلاة المساء، واستمعنا فيه إلى كلمة الرئيس، وإلى الرسالة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس التي تلاها سيادة السفير البابويّ في فرنسا، أثناء صلاة المساء. وصباح الأحد الثامن من كانون الأوّل شاركت بدعوة من رئيس أساقفة باريس المطران Laurent Ultrich، مع عدد من الأساقفة والكهنة في تكريس مذبح الكاتدرائيّة، دائمًا بحضور الرئيس الفرنسيّ والسيّدة الفرنسيّة الأولى، والرئيس الأميركيّ المنتخب السيّد Trump ورؤساء الدول وملوك ورؤساء وزراء وسواهم من الشخصيّات العالميّة. أودّ في هذه المناسبة توجيه عاطفة الشكر للرئيس الفرنسيّ الذي خصّني بهذه الدعوة وبمواكبة درّاجتي بوليس طيلة اليومين، وبالدعوة إلى العشاء في قصر ال Élisée، وتخصيصي بمكان مميّز بوجهه والرئيس دونالد ترامب.


في ضوء الأحداث التي جرت في سوريا في هذين الأسبوعين الأخيرين نوجّه التحيّة إلى مطارنة وأبناء أبرشيّاتنا المارونيّة الثلاث في كلّ من حلب ودمشق واللاذقيّة، وإلى سائر الكنائس الكاثوليكيّة والأرذوكسيّة والإصلاحيّة الزاهرة في سوريا. إنّ سوريا هي مهد المسيحيّة المتجذّرة فيها منذ بدايتها. وبالتالي عاش المسيحيّيون فيها بإخلاص لها، وأعطوها من صميم قلوبهم لحماية العيش المشترك والعدالة والسلام والحريّة وحقوق الإنسان. واليوم، لا بدّ من مدّ اليد لجميع المكوّنات السوريّة للتعاون في بناء البلاد، مع التأكيد على أهميّة بناء سوريا على أساس من المواطنة والمساواة دونما تمييز دينيّ أو طائفيّ أو عرقيّ أو ثقافيّ. ولا بدّ من حثّ المسيحيّين على الإنخراط في العمل الوطنيّ والسياسيّ".



وتابع: "إنّ اللقاء الذي جمع السلطة في "هيئة تحرير الشام" مع مطارنة حلب، وكهنة دمشق كان مطمئنًا، ونرجو أن يستمرّ كذلك. وقد أعرب المطارنة والكهنة عن رغبتهم في العمل معًا، والمشاركة في إدارة الشؤون العامّة لمصلحة المواطن السوريّ بشكلٍ عام والمسيحيّ بشكلٍ خاصّ. فعلى المسيحيّين أن يعيشوا حضورهم الطبيعيّ والفعّال في مجتمعهم السوريّ، لكونهم مكوّنًا أصيلًا فيه وأساسيًّا. وفي لبنان تستعدّ الكتل النيابيّة بتشاوراتها لإنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة في التاسع من كانون الثاني المقبل. ونحن من جهتنا نرافقهم بالصلاة لكي يتوصّلوا إلى الإتفاق على شخص الرئيس أو إلى أكثر من مرشّح، ويصار إلى عمليّات الإقتراع المتتالية حتى انتخاب الرئيس الأنسب لخير البلاد واللبنانيّين. فمن أجل هذه النيّة نصلّي، ومن أجل السلام العادل والشامل في سوريا، ومن أجل جعل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان سلاماً دائماً وعادلًا وشاملًا. فالله سميع مجيب له الشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".



بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.