عندما تجتمع الموهبة مع الطموح والمثابرة، يصبح المرء أكثر إنتاجاً. وحين تتوفّر له الثقة والدعم والتحفيز، يصبح المنتج منفّذاً يوماً بعد يوم. هكذا عوّدنا الإعلامي والمنتج المنفّذ في قناة "MTV" جان نخّول على التنوّع في الأعمال.
وبين الكتابة وإعداد التقارير والبرامج وصناعة الألبومات الغنائيّة، يفاجئنا بكتابة وتلحين أغنية "حبَّك متل بيروت" التي تبنّتها النجمة إليسا، وغنّتها بصوتها فزادتها قيمةً بإحساسها.
يواظب جان نخّول على تطوير موهبته في الكتابة لتشمل الأغاني. بضع تجارب احتفظ بها سابقاً في أرشيفه، لكن لأغنية "حبَّك متل بيروت" قصّة مختلفة.
يُخبر نخّول "نداء الوطن" أنّه كتب الأغنية قبل حوالى أربع سنوات، "تحديداً بعد انفجار 4 آب 2020، حين زرتُ منزل صديقي المنتج طارق كرم، القائم أمام المرفأ، ونظرتُ إلى الدَّمار من على شرفته". يسترجع تلك اللحظات الصعبة والمدمّرة، ويبلسم جراح الغضب والحزن عما حصل بالقول: "بيروت مهما جرى لها، لا يمكنك أن تتوقّف عن حبّها. وكم جميل أن تحبَّ شخصاً كما تحب بيروت!".
تخطّي الخجل
أما عن دخوله مجال التلحين المختلف عن مجال الكتابة والإعداد، فيكشف نخّول عن خجل راوده في البداية. "كنت أخجل من التفكير في التلحين. لكن أمام هذه الأغنية، راودني إحساس يفيض لحناً، استمع إليه العديد من الملحنين وأُعجبوا به".
وبعد أن أعدّ جان نخّول الأغنية وسجّلها "ديمو" مع الملحّن الأردني محمد بشّار، كان لا بدّ من عرضها على الفنانة إليسا أولاً بحكم صداقتهما والعمل معاً. لكن لجان أسلوبه الخاص. يروي لنا خطوة بخطوة كيف تبنت الفنانة إليسا الأغنية، فيقول: "عندما أسمعتها الأغنية، لم أكشف لها أنني صاحب الأغنية، لا خوفاً من ردّة فعلها، بل لأنني لم أكن أرغب في أن تُحرج منّي أو تُجاملني. لكن فور سماعها، أُعجبت بها وانجذبت إليها، فأخذتها لكنها فوجئت لأنها لم تتوقّع أن تكون من تأليفي وتلحيني". ويتابع: "اليوم طبعاً أصبح لديّ الثقة لإسماعها أغنيات أخرى".
ولأنّ نخّول يدرك أنّ إليسا تعشق صوت وإحساس الملحّن محمد بشار، فقد جعله يضع صوته على الأغنية كي تسمعها الفنانة بصوته وإحساسه، ولكونه يعمل معها كمنتج لألبوماتها تعلّم "اختصار المراحل لإنتاج أغنية واختيار ما هو مناسب".
أعشق الشعر
قبل طرح الأغنية، اعتقد البعض أنها أغنية وطنيّة، انطلاقاً من عنوانها. لكنّها جاءت رومانسيّة ممزوجةً بعبق الحب للوطن ولبيروت. وعمّا يفضّله نخّول من أغانٍ يقول: "أعشق الشعر العربي والزجل والنثر وليس لدي نوع معيّن مفضّل من الأغاني، لكن قد أتأثر بموقف معيّن وأشعر برغبة في الكتابة، فأميل إلى الدراما والشجن، أكثر من الأغاني السعيدة. مع ذلك لا أطرح نفسي كاتب وملحّن أغاني، وهذا الأمر لا يشكّل هاجساً بالنسبة لي".
زحمة إعداد برامج
من ناحية أخرى، ينشغل الإعلامي جان نخّول في إعداد البرامج. بعد نجاح برنامج "صارو ميّة"، الذي أطلقته قناة "MTV" في ذكرى مئوية لبنان الكبير، وشكّل فيه مع الإعلاميّة نبيلة عوّاد ثنائياً مميّزاً وناجحاً لم يسبق أن شهدته البرامج الوثائقية، ينكبّ حالياً على إعداد حلقات برنامج "كأنو مبارح" الذي تقدّمه الإعلامية ريتا-بيا أنطون، إلى جانب إعداد برنامج "إنت مين " للإعلامية أنابيلا هلال.
وسط زحمة البرامج والمذيعات يقول نخول إنّ "بين نبيلة عواد وريتا-بيا أنطون وأنابيلا هلال، عملت مع كل مذيعة بطريقة مختلفة، ولا أحب المقارنة بينهنّ لأنّ كلّ واحدة منهن تختلف بأسلوبها وثقافتها وجوّها. أحبّ الثلاثة وأفتخر بالعمل معهنّ".
يسترجع نخّول النجاحات والذكريات التي جمعته بهنّ خلف الكاميرا بالقول: "مع نبيلة حقّقنا النجاح في "صارو مية"، وأتشرّف بذلك. مع ريتا-بيا، حين عرضت عليها "كأنو مبارح" وعلى الرغم من كونه برنامجاً نخبويّاً وليس جماهيريّاً، وثقت بي ووافقت من دون تردّد، أما أنابيلا هلال، فأستمتع بالعمل معها لأنها ذكية وتتلقّف الأمور بسرعة، والتعامل معها سهل جداً".
مع مارسيل
يضع جان نخول كل ما سبق في كفّة، وتجربته مع الإعلامي مارسيل غانم في كفّة أخرى. "تجربتي مع مارسيل غانم توازي نصف ما قدّمته حتى اليوم، وكل ما قدّمته سابقاً في النصف الآخر". ويضيف نخّول أنه "مع مارسيل أتعلّم كلّ يوم شيئاً جديداً. يكلّفني دائماً بأشياء جديدة وأشكره على ثقته بي".
يشير نخّول إلى الكتاب الذي أطلقه بعيد الانتخابات النيابية الماضية ، ويقول: "إصدار الكتاب كان بفضل دعم الأستاذ مارسيل غانم، وأتابع تحضير الدكتوراه على أساسه، إلى جانب دعم رئيس مجلس إدارة "MTV" الأستاذ ميشال المر، والثقة والمحبة التي تجمعنا. قدّما لي مسيرة عمل ناجحة".
ويكشف جان نخول أنه "في الانتخابات المقبلة سأعدّ كتاباً ثانياً عن مواضيع مختلفة. وقد يكون هناك كتاب آخر له علاقة بالتاريخ الثقافي في لبنان، سأعلن عنه في وقت لاحق، على أمل أن يستقر الوضع في لبنان".
موهبة جان نخّول تنبض بشغف، لا يغرّه المردود المادي بقدر النتيجة التي يحقّقها والتطوّر الذي يحفّزه مع التجدّد يوماً بعد يوم. فبين الكتب والأغاني وإعداد الوثائقيّات والبرامج التلفزيونية، يؤكد أنّ الطموح في مهنة الإعلام لا حدود له، طالما أنّ الموهبة والإحساس موجودان.