انطلق منذ أسبوعين في صالات السّينما اللّبنانيّة أحد أكثر الأفلام الدّراميّة الفرنسيّة ترقّباً لهذا الموسم "Monsieur Aznavour"، الذي يروي قصَّة حياة المُغنّي والمؤلّف والمُمثل الفرنسي، الأرمني الأصل، شارل أزنافور منذ بداياته حتّى وصوله للشهرة العالميّة!
وفي تعاونٍ ثالثٍ لهما، تشارك في كتابة وإخراج الفيلم Mehdi Idir مع مُغنّي ومؤلّف الرّاب الشّهير "Grand Corps Malade"، لينضمّ فيلمهما إلى سلسلة أفلام السّيرة الذاتيّة الموسيقيّة (Music Biopic) النّاجحة جدّاً جماهيريّاً خلال السّنوات الأخيرة على غرار أفلام "Bohemian Rhapsody" ،"Elvis" ،"Rocketman" والعديد غيرها... فضلاً عمّا سيصدُر خلال هذه السّنة!
الفيلم من خمسة أجزاء (Les Deux Guitares، Sa jeunesse، La Bohème، J’me voyais déjà وEmmenez-moi)، يرسم طفولة شارل أزنافوريان الفقيرة في باريس في ثلاثينيات القرن العشرين، داخل عائلة سعيدة من الأرمن المُهاجرين، قبل التوقف لفترة أطول قليلاً عند الفترة التّمهيدية لاندماجه داخل دائرة المُغنّين الفرنسيّين، حيث سيُعاني لاحقاً من عنصريّة وتنمُّر الصّحافيّين والنُقّاد الموسيقيّين... إلى أن ينجح بابتكار ما أسماه في الفيلم بالمُعادلة الأزنافوريّة (La Formule Aznavour).
البطولة للمُمثِّل الفرنسي-الجزائزي الأصل Tahar Rahim، الذي حضَّر للدَّور لفترة ستة أشهر مع تمرينات مُكثَّفة، من عزف على البيانو إلى الغناء لمُدّة 8 ساعات بالأسبوع ليتمكَّن بنفسه من أداء أغاني أزنافور.
بعد مُشاهدتي للفيلم، وجدت في أداء Rahim أكثر عناصر الفيلم قوّةً، لأنَّهُ تخطّى المُقاربة الشّكليّة في تجسيد شخصيّة أزنافور من "Makeup" و"Prosthetics"، مُضيفاً إلى دوره أبعاداً عاطفيَّة قرَّبت "أيقونة الأغنية الفرنسيّة" من جمهوره الكبير.