رغم نكباته العسكريّة وسقوط "خلافته"

"داعش" يتمدّد حول العالم!

02 : 00

التنظيم الإرهابي نفّذ اغتيالات وهجمات "بوتيرة ثابتة" في سوريا والعراق (أرشيف)

في تصريح لافت وخطر، أكد مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر أن تنظيم "داعش" يُواصل تمدّده عالميّاً مع نحو 20 فصيلاً تابعاً له، وذلك على الرغم من هزيمته في سوريا والعراق وسقوط "خلافته" والقضاء على قيادييه.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النوّاب الأميركي، حذّر ميلر من أن التنظيم الإرهابي "أظهر مراراً قدرة على النهوض من خسائر فادحة تكبّدها في السنوات الستّ الماضية، بالاتكال على كادر مخصّص من القادة المخضرمين من الصفوف المتوسّطة، وشبكات سرّية واسعة النطاق، وتراجع ضغوط مكافحة الإرهاب".

وأوضح ميلر أن التنظيم المتطرّف نفّذ في سوريا والعراق اغتيالات وهجمات بواسطة قذائف الهاون والعبوات الناسفة المصنّعة يدويّاً "بوتيرة ثابتة"، مشيراً إلى أن التنظيم وثّق نجاحه هذا بتسجيلات فيديو استخدمها على سبيل الدعاية لإظهار أنّ الجهاديين لا يزالون منظّمين ونشطين على الرغم من اجتثاثهم من المنطقة التي أعلنوا فيها "الخلافة الإسلاميّة" في سوريا والعراق.

وإذ أضاف المسؤول الأميركي أن التنظيم يُركّز حاليّاً على تحرير الآلاف من عناصره المتواجدين مع عائلاتهم في مراكز اعتقال في شمال شرقي سوريا، في ظلّ غياب أي مسار دولي منسّق للبتّ بأوضاعهم، لفت إلى أن الشبكة العالميّة للتنظيم المتشدّد خارج سوريا والعراق "تشمل حاليّاً نحو 20 فصيلاً بين فرع وشبكة".

وأشار إلى أنّ "داعش" يُحقّق نتائج متفاوتة، لكنّه يُسجّل أداءه الأقوى في أفريقيا، وفق ما أظهره هجوم النيجر، إذ تبنّى التنظيم الخميس هجوماً إرهابيّاً حصل في النيجر في التاسع من آب وأسفر عن 8 قتلى، بينهم 6 عمّال إغاثة فرنسيين. كما يسعى التنظيم إلى مهاجمة أهداف غربيّة، وفق ميلر، لكن عمليّات مكافحة الإرهاب تحول دون ذلك. ومنذ القضاء على قائد التنظيم أبي بكر البغدادي في تشرين الأوّل وغيره من القادة البارزين، تمكّن القائد الجديد محمد سعيد عبد الرحمن المولى من إدارة هجمات جديدة بواسطة فصائل تابعة للتنظيم بعيدة جغرافيّاً عن القيادة.

أمّا تنظيم "القاعدة" المنافس لـ"داعش" والذي شنّ هجمات 11 أيلول 2001 الإرهابيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة، فقد أضعفه القضاء على قادته وأبرز شخصيّاته، لكنّه يبقى مع ذلك فاعلاً. وأوضح ميلر أن "القاعدة" لا تزال مصمّمة على شنّ هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا، وكانت على ارتباط بالعنصر المتدرّب المتطرّف التابع لسلاح الجوّ السعودي الذي قتل 3 بحارة في القاعدة العسكريّة الأميركيّة في بنساكولا في ولاية فلوريدا، في كانون الأوّل 2019.

وبحسب ميلر، لا تزال الفصائل التابعة للقاعدة في اليمن وأفريقيا قادرة على شنّ هجمات دمويّة، لكنّ قدرات التشكيلات التابعة للتنظيم في الهند وباكستان أُضعفت بشكل كبير. أمّا في أفغانستان، فقد تراجع حضور "القاعدة" إلى "بضع عشرات من المقاتلين ينصبّ تركيزهم بشكل أساسي على البقاء على قيد الحياة". وبموجب اتفاق وقّعته "طالبان" مع الولايات المتّحدة في شباط، وافق المتمرّدون على منع تنظيم "القاعدة" من استخدام أراضي أفغانستان ملاذاً آمناً ومنطلقاً لتنفيذ هجمات ضدّ الغرب. لكن على الرّغم من الاتّفاق لا يزال التنظيم الجهادي على علاقة وثيقة مع المتمرّدين الأفغان، وفق ما كشف البنتاغون الأربعاء.


MISS 3