روحاني يتودّد لدول الخليج... وخامنئي يجدّد دعمه للحوثيين

إيران تتوعّد إسرائيل... بـ"حزب الله وحده"

10 : 23

ماذا يجري على خط طهران – بيروت؟ رسائل مشفرة وأخرى علنية في صندوق بريد الأقربين والأبعدين، تارةً تمهد لحرب إسرائيلية على لبنان وأخرى تؤكد استعداد "حزب الله" للقضاء على إسرائيل. فليس تفصيلاً أن يصدر بدايةً تحذير عن رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية النائب محمد رعد يتحدث فيه صراحةً عن تحضير إسرائيل لشنّ عدوان على لبنان، ولا عرضياً أن يُنقل بعدها كلام منسوب للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يؤكد فيه شخصياً تلقي الحزب تحذيراً إسرائيلياً في شهر رمضان الفائت بقرب شنّ حرب مدمّرة على لبنان ما لم ينقل "الحزب" صواريخه من أحد المواقع البقاعية خلال 15 يوماً. وهو كلام لم ينفه "حزب الله" رسمياً سيما وأنّ مصادر الحزب أكدت أمس لـ"نداء الوطن" أنه لن يصدر إزاء هذا الكلام "لا نفي ولا إثبات". أما القديم الجديد فأتى خلال الساعات الأخيرة على شكل رسالة إيرانية تهويلية تتباهى بصواريخ "حزب الله" وبقدراته القتالية التي اكتسبها في سوريا وبجهوزيته تالياً "للقضاء وحده على إسرائيل في أي حرب محتملة"، حسبما توعد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي.

وعلى شريط الرسائل أيضاً، برز أمس تبادل التهاني بين نصرالله والقيادة الإيرانية بذكرى حرب تموز 2006، لا سيما بينه وبين وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي اعتبر أنّ العالم يجب أن يكون "مديناً لـ"حزب الله" الذي وقف في وجه إسرائيل"، بينما دعا نصرالله ظريف إلى أن يتفاخر بانضمامه إلى لائحة العقوبات الأميركية باعتبارها "لائحة شرف".

في حين أبرق رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لنصرالله مجدداً التأكيد على موقف بلاده المساند "للمقاومة" في مواجهة إسرائيل.

وفي الغضون، تتوالى التهديدات الإيرانية للولايات المتحدة على خلفية اشتداد أزمة العقوبات على طهران وما أعقبها من تهديد إيراني لسلامة الملاحة البحرية في الخليج. فكان تحذير أمس من طهران على لسان الرئیس الإيراني حسن روحاني من أنّ هدف الولايات المتّحدة من تواجدها في الخليج هو "إخلاء خزائن دول المنطقة"، موجهاً في المقابل ما يشبه رسائل التودد إلى دول الخليج العربي من خلال تأكيده قدرة هذه الدول على ضمان أمن المنطقة والحفاظ عليه عبر الوحدة والانسجام، معتبراً أن الخليج ليس بحاجة إلى قوّات أجنبيّة، ومشدداً على أنّ طهران مستعدّة لإقامة علاقات أخوّة وصداقة مع الدول الإسلاميّة كافة، وخصوصاً دول الجوار.

ورأى روحاني أن "إعلان الولايات المتّحدة تشكيل تحالف بحري في الخليج مجرّد شعارات ظاهريّة غير عمليّة ولن تُسهم في تعزيز أمن المنطقة"، مشيراً إلى أن "إعلان إسرائيل نيّتها حماية أمن المنطقة كلام فارغ"، وقال إنّه "يتعيّن على تل أبيب أن تضمن أمنها قبل أن تُفكّر في أمن غيرها".

وبينما كان روحاني يبذل جهده ويجتهد في توجيه الرسائل لطمأنة دول الخليج إزاء نوايا بلاده، كان المرشد الأعلى علي خامئني يعقد مباحثات مع المتحدّث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مقرّ إقامته في طهران مساء أمس الأوّل، ليجدّد دعمه للمتمرّدين الحوثيين الذين يقصفون المملكة العربية السعودية ويُسيطرون على العاصمة اليمنيّة صنعاء ومساحات واسعة من شمال البلاد، متهماً في المقابل خصوم طهران "بالتآمر" لتقسيم اليمن، في حين اعتبرت الامارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش، أن اللقاء الذي جرى في طهران يُثبت بوضوح أن الحوثيين "وكلاء" لإيران.

إلى ذلك، كشف مدير شركة هندسة وتوسعة صناعة النفط الإيرانيّة تورج دهقاني، عن مشروع بقيمة ملياري دولار، يتضمّن مدّ خط أنابيب لضخ النفط، يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر ويمتدّ من ميناء غورة المطلّ على الخليج في محافظة بوشهر إلى ميناء جاسك المطلّ على بحر عُمان. وستتمكّن بذلك طهران من تصدير النفط من شرق هرمز في غضون عام ونصف، وتجاوز المضيق، بحسب ما نقلت وكالة "تسنيم" عن دهقاني.


MISS 3