اجتمع وزراء خارجية ومسؤولون من إيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في روما أمس، لمناقشة الوضع في سوريا وتوحيد الجهود في مقاربة هذه القضية، في وقت شدّدت فيه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أنه يتعيّن على حلف "الناتو" التركيز أكثر على الجنوب وأفريقيا، مشيرة إلى أن روسيا قد تعزز وجودها في شرق ليبيا بعد انهيار النظام المتحالف معها في سوريا.
وكشفت ميلوني أنها أثارت قضية الوجود الروسي في أفريقيا مع حلفائها على مدى العامَين الماضيَين وحضت الحلف على تعزيز وجوده في "القارة السمراء"، لافتة إلى أنه "بعد سقوط نظام الأسد من الحكمة توقع أن تبحث روسيا عن منافذ بحرية أخرى، ومن الحكمة توقع أن أحد هذه المنافذ قد يكون في برقة" التي تقع في شرق ليبيا وتخضع لسيطرة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر المقرّب من الكرملين.
توازياً، ذكرت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد خلال اتصال هاتفي مع ميلوني، أهمية اتخاذ إجراءات سريعة لإعادة إعمار سوريا. وأبلغ أردوغان رئيسة الوزراء الإيطالية بأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وجهود روما في هذا الشأن، من شأنه أن يُساعد في عملية إعادة الإعمار.
وكان لافتاً أمس اجتماع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، كلّ على حدة في قبرص، حيث ناقش مع كلّ منهما كيفية تعزيز الأمن الإقليمي والوضع في سوريا.
وفي سوريا، عيّن القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) غياث دياب وزيراً للنفط، وهو من الجنسية الفلسطينية، وذلك للمرّة الأولى في تاريخ سوريا، فيما عقد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة جلسات تنظيمية مع قيادات عسكرية للفصائل المسلّحة لبدء عملية انخراطها في الوزارة.
ميدانياً، قُتل 37 شخصاً خلال معارك استخدم فيها الطيران بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يُشكّل الكرد عمودها الفقري، والفصائل السورية الموالية لتركيا، في ريف منبج في شرق محافظة حلب، بحسب "المرصد السوري" الذي كشف أن معظم القتلى من المقاتلين الموالين لتركيا.
توازياً، جدّدت الدفاع التركية عزمها على مواصلة عملياتها عبر الحدود السورية "ما لم تلق المجموعات الكردية سلاحها"، متعهدة بأنها ستعمل على منع المقاتلين الكرد من استغلال سد تشرين الاستراتيجي في ريف منبج، في حين أفاد مصدر في الخارجية التركية وكالة "رويترز" بأن مسؤولين من تركيا سيبلغون وكيل الخارجية الأميركية جون باس خلال محادثات في أنقرة هذا الأسبوع بأن سوريا بحاجة إلى التخلّص من "الجماعات الإرهابية" لتحقق الاستقرار والأمن.