مع توالي الزيارات الدبلوماسية لدمشق، حلّ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني ضيفاً في قصر الشعب في دمشق أمس، حيث استقبله قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني). وكشف تاياني، الذي بدأ زيارته بجولة في الجامع الأموي وسوق الحميدية، أنه اقترح تعليق العقوبات على سوريا لمدّة 6 أشهر أو عام، لافتاً إلى أن "رفع العقوبات ليس قراراً وطنياً، بل هو قرار التكتل الأوروبي". وأكد أن بلاده تفتح "صفحة جديدة" في العلاقات السياسية والصداقة بين البلدَين، مشدّداً على أن "روما تدعم تعافي سوريا".
وإذ أعلن "حزمة أولى من المساعدات للتعاون التنموي"، ذكر تاياني أن الشرع تعهد بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدّرات، وهما قضيتان وصفهما بأنهما حاسمتان بالنسبة إلى إيطاليا. وعند سؤاله عن الخطوات التي يودّ أن تتخذها الإدارة السورية الجديدة قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 من الحالي، اعتبر تاياني أن "البداية إيجابية"، مشيراً إلى أن القادة الجدد في دمشق أدلوا "بخطابات جيّدة للغاية وليست عدوانية".
وجاء ذلك بعدما اجتمع تاياني ونظيره السوري أسعد الشيباني، الذي أكد الالتزام التام بالمبادئ والقيم التي تعزز الحرّية لجميع السوريين، لافتاً إلى أن ضمان الحقوق يُشكل الركيزة الأساسية لوحدة سوريا واستقرارها. ولفت إلى أن العمل يجري على عقد مؤتمر وطني يُعدّ الأوّل من نوعه، يجمع كافة السوريين ويضمن صياغة المرحلة المقبلة.
وجدّد الشيباني تأكيده أن القيادة السورية في هذه المرحلة الحاسمة طوت صفحة نظام بشار الأسد المخلوع، وأنهت الممارسات التي استُخدمت لتكريس سلطته، بما في ذلك نشر المخدرات والفوضى في المنطقة. وكشف أنه سيترأس وفداً سورياً رفيع المستوى لجولة خارجية، تشمل عدداً من الدول الأوروبّية، لتعزيز الشراكة والتعاون في كافة المجالات.
أوروبّياً، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس أنه من الممكن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا تدريجياً بشرط تحقيق "تقدّم ملموس" هناك. وجاءت تصريحات كالاس بعد اجتماع خماسي حول سوريا عقد في روما بمشاركة كالاس ووزراء خارجية أميركا وبريطانيا وممثلين عن فرنسا وألمانيا، حيث أفادت بأن المشاركين في الاجتماع أكدوا "الحاجة إلى حكومة شاملة تحمي جميع الأقليات".
في سياق متصل، أفاد مصدران مطّلعان لوكالة "رويترز" بأن المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين ووزير خارجية فرنسا جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، حذروا الشرع عندما التقوه هذا الشهر من أن تعيينه لجهاديين أجانب في مناصب عسكرية عليا يُمثل مصدر قلق أمني ويُسيء إلى صورة الحكم الجديد في محاولته إقامة علاقات مع دول أجنبية.
تركياً، رأى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه ينبغي منح دمشق "فرصة لحل مسألة وجود المسلّحين الكرد في البلاد"، لكنه هدّد بأن أنقرة "ستتخذ إجراءات ضدهم إذا لم يحدث ذلك"، مستبعداً "أي مشكلات مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في سوريا"، بينما أكد قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي خلال مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" أن قواته ستكون جزءاً من الجيش السوري الجديد، مشدّداً على اتفاقه مع الإدارة الجديدة في البلاد في ما يتعلّق بمستقبل سوريا.