دخلت فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لاحتواء اثنين من حرائق الغابات المشتعلة في مقاطعة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا الأميركية لليوم السادس توالياً الأحد، مستغلّة التحسّن الطفيف في الأحوال الجوّية السيّئة وسط مخاوف من أن تتسبّب الرياح العاتية المتوقع هبوبها خلال الأيام المقبلة في تأجيج النيران من جديد.
وأفاد مصدر طبي وكالة "رويترز" الأحد بأن حصيلة ضحايا الحرائق ارتفعت إلى 24 قتيلاً وصدرت أوامر إخلاء لأكثر من 166 ألف شخص، فيما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن خسائر الحرائق في لوس أنجليس تصل إلى 150 مليار دولار.
وألقت طائرات مياهاً ومواد لإخماد الحرائق بينما استعانت فرق الإطفاء على الأرض بأدوات يدوية وخراطيم مياه لاحتواء حريق منطقة باسيفيك باليساديس في غرب لوس أنجليس، الذي بدأ يزحف إلى حي برينتوود الراقي ومناطق أخرى مأهولة بالسكان في المدينة. ورمّد هذا الحريق 23713 فداناً أو ما يُعادل 96 كيلومتراً مربّعاً، ولم يجرِ احتواء سوى 11 في المئة منه، وهو رقم يُمثل النسبة المئوية لمحيط الحريق الذي سيطر عليه رجال الإطفاء.
واجتاح الحريق الآخر في حي إيتون في سفوح التلال في شرق لوس أنجليس 14117 فداناً أو ما يُعادل 57 كيلومتراً مربّعاً. وتمكّنت فرق الإطفاء من زيادة نسبة احتواء الحريق إلى 27 في المئة، ارتفاعاً من 15 في المئة في اليوم السابق.
وفي شمال المدينة، جرى احتواء حريق هيرست بنسبة 89 في المئة، كما تمكّنت فرق الإطفاء من احتواء ثلاثة حرائق أخرى دمّرت أجزاء من المقاطعة بنسبة 100 في المئة، بحسب تقرير إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، لكن هناك مناطق داخل خطوط الاحتواء ربّما لا تزال مشتعلة.
سياسياً، تثير أزمة "الحرائق الجهنمية" موجة غضب شعبية عارمة من المسؤولين الديمقراطيين على الصعيدَين المحلّي والفدرالي على خلفية الفشل الكارثي في استجابة السلطات بقيادة الديمقراطيين للمأساة المتصاعدة. فعلى سبيل المثال، فرغت خزانات مكافحة الحرائق في باسيفيك باليساديس، فيما عرقل نقص المياه الجهود في أماكن أخرى، الأمر الذي يربطه كثيرون بسياسات تقشفية غير مسؤولة وفي غير مكانها، إضافة إلى الفساد.
ويشتكي الكثير من سكّان المناطق المتضرّرة من استجابة السلطات للكارثة، ويعتبرون أن المعنيين لم يقوموا بواجباتهم كما يجب وأن السلطات تخلّت عنهم في أحلك أيّامهم، بينما يؤكد المسؤولون أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمكافحة الحرائق وتأمين إخلاء السكّان.
دبلوماسياً، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إرسال رجال إطفاء أوكرانيين إلى كاليفورنيا لدعم جهود السيطرة على حرائق لوس أنجليس، مشيراً إلى أن هذه المساعدة "جارٍ تنسيقها" و"150 إطفائياً جاهزون بالفعل"، بعدما كانت المكسيك وكندا قد أرسلتا فرق إطفاء إلى لوس أنجليس للمساعدة في مكافحة "نيران الجحيم".
كما كان لـ "غضب الطبيعة" حصّة في اليابان، حيث هزّ زلزال قوي بلغت قوته 6.9 درجات في مقاطعة ميازاكي في منطقة كيوشي في جنوب غرب البلاد، في حين أصدرت وكالة الأرصاد الجوّية اليابانية تحذيراً من حدوث موجات تسونامي محتملة وطالبت السكّان بالابتعاد عن السواحل في المنطقة. لكن السلطات رفعت لاحقاً التحذير من حدوث تسونامي، كما اعتبرت أن الزلزال لا يستدعي إصدار تحذير من زلازل عنيفة.