عيسى يحيى

تنكة البنزين بالقصر السورية بـ 120 ألف ليرة ومحطات بعلبك - الهرمل مقفلة

22 أيلول 2020

02 : 00

غابت الخدمات التي تقدم بأشفار العيون إلى أبناء البقاع الشمالي، ووقف المواطنون طوابير أمام محطات الوقود التي رفعت خراطيمها معلنةً نفاد المادة في مشهدٍ مذل، على وقع تهريب المحروقات إلى الداخل السوري، فيما يعيش كثيرون تحت خط الفقر ويفتقدون رغيف الخبز.

بين مافيات المحروقات والمواد الغذائية حيث يتصدر الإحتكار وغلاء الأسعار الساحة البقاعية، يعيش البقاعيون يومياتهم بعد أن ضرب الجوع منازل الكثيرين منهم، وفاضت جيوب آخرين بالأموال بعد إستغلال الأوضاع الإقتصادية وجشع التجار وإرتفاع سعر صرف الدولار من دون حسيبٍ أو رقيب، حيث أصبحت القاعدة التي تحكم الناس هنا هي غنى البعض على حساب جوع وفقر البعض الآخر.

منذ ثلاثة أيام ومحطات الوقود في بعلبك الهرمل مقفلة بحجة نفاد المخزون وعدم قيام شركات التوزيع بتسليم المحطات الكميات التي تحتاجها، فيما خزانات بعضها ممتلئة بالكميات الكافية، لكن الإحتكار سيد الساحة بعد أن أنشأ العديد من اصحاب المحطات خزانات جديدة منذ أشهر وملأوها قبل فصل الشتاء، وكما كل أصحاب المؤسسات التجارية خضعت صفيحة البنزين لمبدأ العرض والطلب حيث وصل ثمنها إلى 37 ألف ليرة لبنانية وبكميةٍ محدودة جداً، فيما وصل ثمنها في بلدة القصر السورية إلى 120 ألف ليرة لبنانية.

سياسة الأمر الواقع التي فرضها اصحاب المحطات دفعت الناس إلى رفع الصوت ووجهت دعوات لقطع الطرقات في بلدات النبي عثمان واللبوة والفاكهة وغيرها بعد أن توقف عدد من السيارات على جانبي الطريق لنفاد البنزين منها، وبعد قيام الجيش اللبناني بإحباط محاولة تهريب البنزين على الحدود اللبنانية السورية وهي إحدى عمليات التهريب ضمن العشرات منها التي تحدث ولا تزال عبر المعابر غير الشرعية. وأكد مصدر أمني لـ"نداء الوطن" أن الجيش يعمل على منع عمليات التهريب كافة وضبط الحدود الشرقية لجهتي القاع والهرمل، غير أن منافذ عدة لا تزال موجودة ويتم التسلل وتهريب البضائع عبرها والعمل جار على إقفالها.

أزمة المحروقات هي واحدة من بين عشرات الأزمات التي تلاحق البقاعيين منذ أشهر، حيث لا تزال أسعار المواد الغذائية على حالها بعد أن رفعها التجار بحسب أعلى سعر صرف وصل إليه الدولار وهو 9500 ليرة لبنانية، إضافةً إلى عدم إلتزام الكثيرين بالأسعار الصادرة عن وزارة الإقتصاد كأسعار الدجاج والبيض مثلاً حيث تباع كما كانت في السابق. وفي ما خص اللحوم التي تباع وفق السعر المدعوم بعد الإتفاق بين وزارتي الزراعة والإقتصاد وصدور لائحة باسماء الملاحم التي تبيع اللحوم بحسب تسعيرة وزارة الإقتصاد، ثار غضب اهالي البقاع الشمالي في بلدات العين والفاكهة والقاع والهرمل بعد أن إقتصر الأمر على عددٍ قليل جداً من الملاحم في حين أن المنطقة هناك يقطنها أكثر من مئة ألف نسمة. وحول شراء العجول وفق السعر المدعوم، أشار صاحب أحد الملاحم لـ"نداء الوطن" أنه خلال توجهه إلى أحد التجار المعروفين غربي بعلبك لشراء الذبائح، إشترط عليه التوقيع على عقد بأنه إشترى عشرين عجلاً وفق السعر المدعوم ولكن يتسلم عجلاً واحداً فقط، ورأى أن "هذا الأمر هو ضحك على الناس وتلاعب بهم في ظل ما يعانونه من أزمات"، مشيراً إلى ان "الوضع كما هو عليه قد يدفعه إلى إقفال ملحمته تجنباً للخسائر في حين يحصل المدعومون على العجول بسعر الدعم".

أما حال المواد الغذائية فليس بأحسن، حيث يغيب الدعم عنها في كل المحال التجارية في بعلبك الهرمل، وأشارت ندى م. إلى أن قدميها تورمتا إثر تنقلها من محلٍ إلى آخر للسؤال عن الحبوب والزيت المدعوم، غير أن الجواب من أصحاب تلك المحال كان حاضراً: "بعد ما توزع شي، ناطرين التجار"، مضيفةً أن مخازن هؤلاء ممتلئة بالمواد المدعومة والتي يبيعونها وفق سعر الصرف في السوق السوداء، مطالبةً وزارة الإقتصاد وجمعية حماية المستهلك بتنظيم حملة كشف على المستودعات التي يحتكر فيها التجار البضائع.


MISS 3