ميريام داموري

من أكاديمية آرسنال إلى مجد الديربي

لويس - سيكلي يكتب البداية

لويس-سيكلي يقود آرسنال لعبور اختبار توتنهام

في إحدى اللحظات التي تُبرز عبقرية كرة القدم، خطف مايلز لويس-سكيلي، اللاعب الشاب لفريق أرسنال، الأضواء بمشاركته الأولى في مباراة الديربي الشهيرة أمام توتنهام هوتسبير.

 وعلى الرغم من صعوبة المهمة، وقف لويس-سكيلي، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً، كالسد المنيع في مواجهة أحد أكثر الفرق الهجومية شراسة في الدوري الإنكليزي الممتاز، ليقود فريقه لانتصار ثمين يعيد له الثقة.


فرصة غير متوقعة


مع غياب ثلاثة من أبرز مدافعي أرسنال بسبب الإصابة، وجد المدرب ميكل أرتيتا نفسه أمام خيار اضطراري بالدفع بلويس-سكيلي كظهير أيسر، رغم أن اللاعب نشأ كلاعب خط وسط في أكاديمية النادي. التحدي لم يكن سهلاً، أرسنال كان يعاني من هزيمتين متتاليتين في البطولات المحلية، في وقت كان فيه توتنهام بقيادة المدرب أنجي بوستيكوجلو يسجل معدلاً تهديفياً مميزاً بأكثر من هدفين في كل مباراة بالدوري.



لكن لويس-سكيلي لم يترك الضغوط تهزمه. دخل المباراة وكأنها ساحة لإثبات الذات. وفي غضون دقيقتين فقط، أظهر لمسته الهجومية بمهارة فائقة، حيث راوغ في منتصف الملعب واقترب من تقديم تمريرة حاسمة لزميله رحيم سترلينغ، إلا أن الحارس تصدى لها ببراعة.



دفاع صلب ونضج مبكر


الاختبار الحقيقي جاء عندما واجه الجناح السويدي ديان كولوسيفسكي، أحد أخطر لاعبي توتنهام. وعلى الرغم من خبرته المحدودة، أظهر لويس-سكيلي صلابة وثقة استثنائية في التصدي للهجمات المتكررة على جهته، مما دفع أرتيتا للإشادة به بعد المباراة قائلاً: "مايلز لعب وكأنه لاعب مخضرم. أن تواجه كولوسيفسكي وبرينان جونسون في أول ديربي لك وتتحلى بهذا الهدوء أمر نادر للغاية".


وأضاف المدرب الإسباني: "هذا الشاب جعل الجميع في النادي فخورين. انتقل من لاعب خط وسط إلى ظهير أيسر في وقت قياسي وأثبت أنه مستعد تماماً للتحديات الكبرى".


إشادة داخلية وتألق واعد


قبل أشهر قليلة، كانت مشاركة لويس-سكيلي مقتصرة على دقائق معدودة أمام مانشستر سيتي، حيث وجد نفسه يواجه إرلينغ هالاند. لكن منذ ذلك الحين، تحوّل اللاعب إلى أحد أبرز المواهب الصاعدة في الفريق. زميله ديكلان رايس لم يخفِ إعجابه، قائلاً: "أن ترى لاعباً بعمر 18 عاماً يقدم هذا الأداء، فهذا أمر مذهل. إنه يمتلك شجاعة وقوة لا تُصدق، وأراه قادراً على تمثيل منتخب إنكلترا قريباً".


لحظة تاريخية


مع اقتراب صافرة النهاية، تم استبدال لويس-سكيلي وسط تصفيق حار من جماهير أرسنال، التي شعرت بالفخر بهذا النجم الواعد. وبعد المباراة، عبّر اللاعب عن سعادته قائلاً: "لطالما شاهدت مباريات القمة في طفولتي، واليوم أنا جزء منها. هذا اليوم سيظل محفوراً في ذاكرتي". وأضاف: "الأهم كان تحقيق الفوز والبناء على هذا الزخم. أنا سعيد لأنني ساهمت في إسعاد الجماهير".