محمد دهشة

أبو العردات: الفلسطينيون لا يريدون إلا الخير للبنان

ابو العردات يتحدث في تقبل التعازي باللواء ناظم اليوسف في سفارة دولة فلسطين في لبنان

في أول موقف فلسطيني بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة، أعرب أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، فتحي أبو العردات، عن تمنياته للعهد الجديد في لبنان بالنجاح والتوفيق. وأمل أبو العردات في فتح حوار لبناني – فلسطيني وتعزيز التعاون المشترك لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في لبنان.



وأكد أبو العردات أن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، عبر رئيسها باسل الحسن، أبلغت الفصائل الفلسطينية بإغلاق ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وأضاف: "نحن نؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يريد إلا الخير للبنان، ونتمنى له النجاح والتوفيق".



وأشار إلى أن اللجنة أبلغتهم أيضاً، خلال اجتماع عُقد في السراي الحكومي قبل أيام، بوجود مشاريع قوانين ستُعرض على الجهات اللبنانية المعنية، تتعلق بالحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، ومنها حق التملك والعمل. وأوضح: "نحن ندرك أن تحقيق هذه الحقوق لن يكون سريعاً، لكننا نضعها على السكة الصحيحة لتوفير حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني بانتظار العودة إلى وطنه".



وأضاف أبو العردات: "لبنان مثقل بالمشاكل والهموم، لكن الفلسطينيين يعانون أيضاً بشكل كبير. يجب أن يكونوا أولوية في هذا البلد. إذا شعر الفلسطينيون بالاطمئنان لمستقبلهم وبوجود احترام لهويتهم واهتمام بمعاناتهم، فإن ذلك سيخفف من أعباء المخيمات التي استمرت عقوداً طويلة. نحن نحمّل مسؤولية هذه المعاناة للعدو الصهيوني، ونأمل أن تحمل الأيام القادمة مزيدًا من التعاون لما فيه مصلحة الشعبين".



جاء ذلك خلال حفل تقبل التعازي الذي أقامته سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية في قاعة الرئيس ياسر عرفات بمقرها في بيروت، بالفقيد القائد الوطني ناظم اليوسف، نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس المركزي الفلسطيني. حضر الحفل عدد من الشخصيات السياسية الفلسطينية، من بينهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وواصل أبو يوسف، وأمين سر المكتب السياسي بلال قاسم، وعضو المكتب السياسي محمود السودي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، ومسؤول الجبهة في لبنان يوسف ناظم اليوسف، إضافة إلى عائلة الفقيد.



وفي كلمته، هنأ أبو العردات لبنان بانتخاب الرئيس جوزاف عون، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الرئيس نواف سلام، وهو "أخ عزيز"، من تشكيل الحكومة العتيدة سريعاً. وأكد أن المؤسسات اللبنانية، بالتعاون مع مكونات الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية وسفارة دولة فلسطين والفصائل الفلسطينية ووكالة "الأونروا"، تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة الدقيقة لتجاوز المحنة.



وأشار أبو العردات إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب وأخطر مراحلها بسبب المشاريع التي تستهدف شعبنا وأرضنا ووحدتنا. وشدد على أن الانقسام يجلب الوهن والضعف، وأن المطلوب اليوم هو تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة.



من جانبه، أكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف على ان الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية سارعت منذ اليوم الأول من خلال الاتصالات الدولية والدبلوماسية في المحافل الدولية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال وتأمين الحماية له وايصال المساعدات الاغاثية والطبية.



وأوضح ابو يوسف ان الجبهة قدمت التضحيات والدماء وقافلة كبيرة من الشهداء من أجل الدفاع عن القرار الوطني المستقل خلف قيادة الرئيس الرمز ياسر عرفات وحتمية الانتصار، وأن الراحل تقدم الصفوف وكان مثالاً يحتذى به في العطاء والنضال والكفاح من أجل حقوق شعبنا وثوابته وعن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني.