أسرة تحرير صحيفة "هآرتس"

حتى آخر المخطوفين

عائلات الرهائن الإسرائيليين تخشى عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة (رويترز)

كتبت أسرة تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم مقالاً بعنوان "حتى آخر المخطوفين"، جاء فيه:


يُفترض أن يدخل وقف النار حيّز التنفيذ الأحد عند الساعة 12:15، بحسب الصفقة بين إسرائيل و "حماس". في ذاك اليوم، من المتوقع أن يعود إلى إسرائيل ثلاثة مخطوفين. غير أن جلستي "الكابينت" والحكومة اللتين كان مُخططاً إجراؤهما صباح يوم أمس تأجلتا بعدما أعلن مكتب رئيس الوزراء أن "حماس" تراجعت "عن التفاهمات وتخلق أزمة اللحظة الأخيرة التي تمنع التسوية، في محاولة ابتزاز في اللحظة الأخيرة".


لشدّة الألم الذي تسبّبه قضية تحرير المخطوفين، عانى مواطنو إسرائيل وعلى رأسهم عائلات المخطوفين، من خيبات الأمل. من الصعب أن نستعيد ذكرى كم مرّة منذ الصفقة السابقة كان هناك شعور بأن تحريراً إضافياً بات قريباً، لكن كان هناك من حرصوا على عرقلته، في "حماس" وفي إسرائيل.


غير أن هذه المرة، بفضل الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، الذي استخدم ثقل وزنه وتهديداته كي يُحقق الصفقة، تدلّ كلّ المؤشرات على أن الصفقة ستُنفّذ بالفعل.


لن يتحقّق اليقين في أن الصفقة ستدخل حيّز التنفيذ إلّا بعدما يُنقل المخطوفون المُحرّرون الأوائل إلى الصليب الأحمر. يجب أن نأمل في أن القوى العاملة على عرقلة الاتفاق لن تنجح في مهمتها. في كلّ ما يتعلّق بالجانب الإسرائيلي، المطلوب أن تكون مخاوف نتنياهو من ترامب أقوى من تهديدات إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، المعارضين للصفقة. سموتريتش يُحطم رقماً قياسياً إضافياً في التهكم الإسرائيلي حين يُحاول، بذريعة الحرص على عموم المخطوفين، أن يبتز نتنياهو لكي يتعهد الأخير بألّا تدخل المرحلة الثانية من الاتفاق حيّز التنفيذ.


يجب ألا يغيب عن بالنا للحظة أن سموتريتش وبن غفير يُعارضان الاتفاق لأن استمرار الحرب يخدم تطلّعات مشروع الضمّ والفصل العنصري ومُخطّطات احتلال غزة والاستيطان فيها. لهذا السبب تحديداً، من المهمّ أن نتذكر أن الصراع ضدّ القوى الساعية إلى عرقلة الاتفاق سيستمرّ حتى بعد دخوله حيّز التنفيذ. كما أن أقرباء عائلات المخطوفين غير المشمولين بالمرحلة الأولى يفهمون أن عليهم مواصلة كفاحهم في سبيل تنفيذ المرحلة الثانية، ضدّ كل من يُريدون مواصلة الحرب حتى بثمن التخلي عن أعزائهم.


يهودا كوهن، والد الجندي المخطوف نمرود كوهن، روى أنه في أوساط العائلات، يفهمون أن "التذرع بضرورة الوصول إلى صفقة واحدة شاملة، يضمر نية بألا تكون صفقة وبأن يستمرّ القتال". هم يعرفون نتنياهو ويخشون أن يستسلم للضغوط ويُعرقل المرحلة الثانية. وعليه، كما يستنتج، "يجب قبل كلّ شيء أن يخرج من يُمكن إخراجهم. وبالتوازي، القتال في سبيل الزخم وأن نكون مركزين في الحرب ضدّ نتنياهو كي لا يتمكّن من العرقلة". كوهن محق. يجب القتال في سبيل تنفيذ الصفقة والمواظبة على الكفاح حتى تحرير آخر المخطوفين وإنهاء الحرب.