رمال جوني

في ظل غياب الأحزاب وعجز البلديات

أزمة النفايات تهدد النبطية وتنتظر الحلول

تصدرت أزمة النفايات في النبطية المشهد، بعدما تبخرت كل الوعود في زواريب الأحزاب، وعجزت البلديات المفلسة التي تعاني أزمة وجودية، عن رفعها من الشوارع وإيجاد حلول جدية.  



اتحاد "بلديات الشقيف" المسؤول المباشر عن ملف النفايات غائب عن المشهد، لم يطرح أي حل للأزمة التي باتت تهدد سلامة وصحة الأهالي، فحرب النفايات كما يقول سكان القرى، لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، مع فارق بسيط أن الأحزاب متواطئة فيها.



بدأت صرخات الأهالي تخرج إلى العلن، وقد يكون حي "عين الشمس" الواقع بين زبدين وميفدون صورة مصغرة عن معاناة باقي القرى، حيث يعمد سكان الحي إلى إضرام النيران في جبل النفايات كل فترة، علهم يتخلصون من روائحها السامة، ولم يخرج أحد من المعنيين في البلديات للبحث في المشكلة.



أمام جبل النفايات يقف كمال بدر الدين أحد أبناء الحي، يقول بصريح العبارة "ما شفنا حدا من يوم ما رجعنا ... الروائح السامة بدأت تسبب الأمراض بين الأهالي، والبلديات مش سئلانة".



تخلت الأحزاب عن دورها في إدارة أزمة النفايات، تماماً كما تخلت عن دورها في إدارة البلديات التي تتبع لها، وهذا ما دفع بأبناء منطقة النبطية إلى السؤال عما إذا كانت البلديات ستخرج من عباءة الأحزاب بعد الأزمات المتفاقمة داخلها، من بينها النفايات؟

يطالب أحد أبناء بلدة حاروف "بحل جذري للأزمة، وانتخاب بلدية من أهل الكفاءات، لإنماء البلدة المتروكة منذ أكثر من ست سنوات". يضيف أن حاروف منكوبة إنمائياً، لا خدمات تذكر، وما زاد في الطين بلة أزمة النفايات التي تهدد سلامة الناس". ويشير إلى "أن حاروف تعاقَب لأنها خرقت الاتفاق بين قوى "الثنائي" وأتت بأشخاص من خارجها، ولهذا السبب تدفع الثمن".



لا تستبعد مصادر طبية أن تكون أزمة النفايات المكدسة على الطرقات منذ حوالى الشهرين، سبب انتشار فيروس جديد في النبطية يصيب الكبار والصغار ويتسبب في ارتفاع حرارة الجسم والسعال والتهابات صدرية.



الكل يبرر سبب الأزمة بعدم وجود بلديات، يقول أحدهم  إن الأزمة وليدة خلافات الأحزاب وفشل اتحاد بلديات الشقيف في القيام بدوره"، وحين تسأله عن سبب الأزمة تقول مصادره "شو ما في أزمة غير النفايات"، في دلالة على غياب الحل في المدى المنظور.



في المحصلة تعوم منطقة النبطية بالنفايات والعين على حل قد تحمله الحكومة المرتقبة علها توقف تجارة النفايات والتجاذبات وتوجد حلاً لأزمة عمرها من عمر البلديات.