شربل بو ديوان

حارس المرمى: عملة نادرة يزداد الطلب عليها

هدوء خيالي من إيديرسون تحت ضغط جوتا

شهدت كرة القدم عبر الزمن تطوراً لافتاً في مختلف جوانبها الفنية والتكتيكية، حيث كان لحارس المرمى دور أساسي في حماية مرماه من الهجمات.


إلا أن هذا الدور لم يعد مقتصراً على التصدي للكرات فقط، بل تطور ليشمل مهامّ تكتيكية معقدة، جعلت منه عنصراً أساسياً في بناء الهجمات وتنظيم الدفاع.


مع التغيرات التي طرأت على أسلوب اللعب، أصبح حامي العرين اللاعب رقم 11 بدور واضح كغيره من اللاعبين لتكتمل مقولة إن الحارس نصف الفريق وجزء بالغ الأهمية منه.


في هذا التقرير، سنستعرض كيف تغير دور حارس المرمى في كرة القدم، وكيف أصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الفرق الحديثة.



لاعب مختلف تحول لمفتاح تكتيكي

في وقت ليس بالماضي البعيد، كان حارس المرمى ينظر إليه كلاعب يمكنه التقاط الكرة بيديه ويرتدي قميصاً بلون مختلف عن باقي زملائه، وبدور محدود مع الكرة.


عام 1992 تغيرت القاعدة التي تسمح له بالتقاط الكرة العائدة من قدم المدافع، الأمر الذي دفعه لاستعمال قدميه أكثر تحت الضغط.


فبدأ الحراس بتطوير دقة تمريراتهم وتحسين استلامهم للكرة ودخلوا التدريبات الجماعية كلاعبين عاديين وذلك لتحسين أدائهم الفني والتكتيكي.


وفي الآونة الأخيرة أصبح الحارس جزءاً لا يتجزأ من خطة بناء اللعب وتحديداً عندما يواجه فريق معين ضغطاً عالياً عند الصعود بالكرة، فيستعمل حارس المرمى كلاعب يسحب الضغط ليعطي المساحة للزملاء المدافعين بالخروج بطريقة سلسة، وهذا ما يسمى بالزيادة العددية الفعالة.



أسماء تعتبر حراساً معاصرة

مانويل نوير

أيقونة رياضية، حقق الكثير من البطولات المحلية والقارية وكان من أبرز الحراس الذين أظهروا قدرة عالية على التحكم بالكرة ودقة التمريرات.

قيل عنه "حارس اندفاعي"، في وقت كان يترك مرماه ويصبح اللاعب "الليبيرو" في حالة مواجهة الهجمات المرتدة.


إيديرسون مورايش

تحت قيادة بيب غوارديولا تحول البرازيلي لأفضل حراس المرمى في العالم، فمع ملك بناء اللعب استفاد إيديرسون وأصبح قطعة أساسية في استراتيجية التدرج بالكرة حيث يستعمل لتوجيه الضغط ولكسر الخطوط بتمريرات متقنة.

يذكر أنه يملك هدوءاً كبيراً أمام المرمى وهذه إحدى أهم مميزاته.


تيبو كورتوا

عبارة "الحارس نصف الفريق" وُجدت لتصف أداء البلجيكي الذي يمتاز بتصدياته الخارقة التي كانت سبباً مباشراً في سيطرة ريال مدريد الأوروبية مؤخراً.

علاوة على ذلك، طور من نفسه كثيراً على صعيد المشاركة في بناء اللعب التي زادت من ثقته أمام المرمى وجعلته يصنف كأفضل حراس العقد الأخير.


مارك أندري تيرشتيغن

بطلب من المدرب لويس إنريكي الذي ينتمي للمدرسة الإسبانية التي تعتمد على الاستحواذ وكثرة التمريرات، تمّ التعاقد مع الشاب الألماني القادم من بروسيا مونشينغلادباخ.

فلمع أندري مع البلوغرانا وأصبح عنصراً تكتيكياً مميزاً إلى جانب تصدياته الإعجازية التي خدمت البرشا طوال السنين الماضية.


دايفيد رايا

حارس إسباني شاب ظهر اسمه في فريق برينتفورد مع المدرب توماس فرانك فجذب انتباه أرسنال الذي يعشق مدربه فكرة بناء اللعب.

رايا متميز في الحراسة، لكنه أيضاً رائع في التمريرات الطويلة التي تساعد على تسريع الهجمات وكسر الخطوط بطريقة ذكية.

وليست التمريرات الطويلة كما هو متعارف عليه بـ "التشتيت" بل هي عرضيات متقنة تضع اللاعبين في حالة ملائمة لمحاولة خلق فرص للتسجيل.