ترامب يُطبّق وعوده مع انطلاق عهده

ترامب وميلانيا وفانس في كاتدرائية واشنطن الوطنية أمس (رويترز)

سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليوم الأوّل من ولايته الثانية أمس إلى البدء بتطبيق السياسات التي وعد خلال حملته الانتخابية بتنفيذها بأسرع وقت ممكن، بحيث وقّع على عشرات "الأوامر التنفيذية"، شملت مواضيع عديدة من العفو الجنائي إلى الطاقة والهجرة والصحة والمناخ، بينما لفت ترامب في أوّل منشور له عبر منصّته "تروث سوشال" بعد مراسم توليته إلى أن "مكتب شؤون الموظفين الرئاسي الخاص بي يعمل بنشاط على تحديد وإقالة أكثر من 1000 من المُعيّنين الرئاسيين من الإدارة السابقة، الذين لا يتوافقون مع رؤيتنا لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".


ومن أبرز الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب، إصداره عفواً عن نحو 1500 شخص اقتحموا مبنى الكابيتول الأميركي في 6 كانون الثاني 2021. كما يُخفف العفو أحكام 14 عضواً من منظمتي "براود بويز" و"أوث كيبرز" اليمينيّتين. وبدأ المشمولون بالعفو مغادرة السجن.


وفي ما يتعلّق بملف الهجرة غير الشرعية الذي احتلّ موقعاً رئيسياً في خطاب ترامب الانتخابي، وقّع الأخير على أوامر تعلن الهجرة غير الشرعية على الحدود بين بلاده والمكسيك حال طوارئ وطنية، وتصنف العصابات الإجرامية منظمات إرهابية، وتستهدف الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في أميركا لمهاجرين غير شرعيين، فيما أعلن "قيصر الحدود" توم هومان انطلاق عمليات قوات إنفاذ القانون للقبض على المهاجرين غير الشرعيين.


وفي تجمع حاشد في ساحة رياضية، ألغى ترامب 78 "أمراً تنفيذياً" للإدارة السابقة. وألغى أيضاً "الأوامر" التي تميّز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو التوجّه الجنسي في الحكومة الفدرالية. أمّا على صعيد مكافحة التضخم، فأمر ترامب كلّ الإدارات والوكالات التنفيذية بتقديم إغاثة طارئة للشعب الأميركي في ظلّ ارتفاع الأسعار.


إلى ذلك، أقرّ ترامب انسحاب بلاده من "معاهدة باريس للمناخ"، بينما أعلن حال طوارئ وطنية للطاقة وألغى مذكرة أصدرها بايدن تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي، وأقرّ "أوامر" تهدف إلى تعزيز تطوير النفط والغاز في ألاسكا. وأصدر أمراً ينصّ على سحب بلاده من "منظمة الصحة العالمية"، موضحاً أن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة "كورونا" والأزمات الصحية الدولية الأخرى.


وبعدما توعّد ترامب بفرض ضريبة 25 في المئة على البضائع من كندا والمكسيك ابتداء من مطلع الشهر المقبل، حذر رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو من أن أوتاوا "ستردّ بقوة" حال فرض ترامب رسوماً جمركية على كندا، فيما بدأت حكومة بنما تدقيقاً في شركة الموانئ "هاتشيسون" المُدرجة في هونغ كونغ وتدير موانئ طرفي القناة، بعدما حسم ترامب أنه يُريد استعادة القناة بسبب نفوذ الصين.


في الغضون، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ عبر الفيديو كيفية إقامة العلاقات مع ترامب وآفاق اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا ودعم موسكو القوي لموقف بكين في شأن تايوان. وكشف الكرملين أن الرجلين "أشارا إلى استعدادهما لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل إذا أظهر فريق ترامب اهتماماً حقيقياً بذلك"، بينما كشف ترامب أنه قد يُسافر إلى الصين هذا العام، موضحاً أنه تلقى دعوة من بكين. وأكد ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يُريد إبرام صفقة لإنهاء الغزو الروسي، معتبراً أن بوتين "سيُدمّر روسيا إذا رفض إبرام الصفقة".