ارتفعت أسعار النفط أمس مع تقييم الأسواق لتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، أكبر مصدري النفط الخام إلى الولايات المتحدة، بعدما كان ترامب قد هدّد بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك بنسبة 25 في المئة اعتباراً من اليوم، إذا لم توقف الدولتان شحنات مخدر "الفنتانيل" وتدفق المهاجرين عبر الحدود الأميركية. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الرسوم ستشمل النفط الخام، الذي قد يستبعده ترامب.
وفيما يُلوّح ترامب بعصا الرسوم الجمركية للحصول على مكاسب من دول عدّة على الساحة الدولية والتي قد تتسبّب باندلاع "حروب تجارية"، حسم البيت الأبيض أمس أن واشنطن ستفرض رسوماً جمركية نسبتها 25 في المئة على كندا والمكسيك ورسوماً قدرها 10 في المئة على الصين تدخل حيّز التنفيذ اليوم، لكنه أحجم عن التعليق على ما إذا كانت هناك إعفاءات متضمنة في القرار، في حين كانت ثلاثة مصادر مطّلعة قد توقعت أن يُعلن ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على كندا والمكسيك يبدأ العمل بها من أوّل آذار، وليس من أوّل شباط، موضحة أن قراره سيتضمّن إجراءات تسمح بالحصول على إعفاءات محدّدة لواردات معينة، وفق وكالة "رويترز".
بالتوازي، حذر ترامب الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" من استبدال الدولار كعملة احتياطية، مكرّراً تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة "على هذه الدول المعادية"، بينما قلّل الكرملين من شأن تهديد ترامب، نافياً وجود خطة لاستبدال الدولار كعملة احتياطية. وادعى الكرملين أن دول "بريكس" "لا تتحدّث عن إنشاء عملتها الخاصة، بل عن مجرد إنشاء منصات استثمارية مشتركة"، معتبراً أنه "ربما يتعيّن على الخبراء الأميركيين شرح لائحة أولويات "بريكس" بتفصيل أكبر للسيّد ترامب".
وبعدما كان ترامب قد تعهد خلال خطاب القسم باستعادة قناة بنما التي قال إن الصين باتت تسيطر عليها، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي يبدأ اليوم زيارته لأميركا الوسطى، وهي أول رحلة خارجية له في منصبه الجديد، أنه "ليس لديه أدنى شك" في أن الصين لديها خطة طوارئ لإغلاق القناة في حال نشوب صراع مع بلاده، جازماً بأن واشنطن تنوي معالجة ما تراه تهديداً للأمن القومي.
وأوضح روبيو أن شركة مقرها هونغ كونغ تدير ميناءين عند مدخلي القناة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، معتبراً أن ذلك بمثابة تهديد مباشر للولايات المتحدة، لأن الشركة "يجب أن تفعل أي شيء تطلبه منها الصين"، في وقت توجّه فيه المبعوث الأميركي للمهمّات الخاصة ريتشار غرينيل إلى فنزويلا لدفع الرئيس المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو إلى استعادة "المجرمين وأعضاء العصابات الفنزويليين" الذين صُدّروا إلى أميركا، وفق واشنطن.
وفي أعقاب تصريح روبيو الخميس بأن اقتراح ترامب شراء غرينلاند "ليس مزحة" بسبب مخاطر احتمال وضع الصين موارد على الجزيرة، بما يُهدّد الأمن الأميركي وطرق الشحن القطبية لصادرات الطاقة، أفادت مصادر في حلف "الناتو" لـ "وكالة الأنباء الألمانية" بأن محادثات تجرى داخل الحلف في شأن اقتراح تعزيز كبير للوجود العسكري للحلف في القطب الشمالي، موضحة أن "الناتو" يعتقد أن تعزيز وجوده في القطب الشمالي يمكن أن يُبدّد الهواجس الأمنية الأميركية.
إلى ذلك، كشفت الحكومة اليابانية أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اتفق مع نظيره الياباني غين ناكاتاني خلال محادثة هاتفية، على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز التحالف بين البلدين، ولا سيّما من خلال "رفع مستوى إطار القيادة وتوسيع الوجود الثنائي في المنطقة الجنوبية الغربية لليابان".