هجوم إرهابي في شارع "شارلي إبدو"

02 : 00

عناصر من الشرطة والجيش تهرع إلى مكان الحادث (أ ف ب)

نفّذ رجل باكستاني هجوماً إرهابيّاً بسلاح أبيض أسفر عن إصابة شخصَيْن بجروح بالغة في الشارع المجاور للمقرّ السابق لصحيفة "شارلي إبدو" الساخرة في باريس، في حادث يتزامن مع محاكمة شركاء منفّذي الهجوم الإرهابي الذي استهدف الصحيفة قبل 5 سنوات ونصف السنة. وإذ رجّح وزير الداخليّة الفرنسي جيرالد دارمانان أن يكون هجوم باريس "عملاً إرهابيّاً إسلاميّاً"، أوضح أن الهجوم حصل "في الشارع الذي كان يضمّ مقرّ "شارلي إبدو"، وهذا هو النهج المتّبع من قبل الإرهابيين الإسلاميين، وممّا لا شكّ فيه هو هجوم دام جديد على بلدنا".

واستلمت النيابة العامة الفرنسيّة لمكافحة الإرهاب التحقيق في القضيّة التي أحيت ذكرى العام 2015 المؤلمة في فرنسا، التي شهدت خلاله هجمات في كانون الثاني على "شارلي إبدو"، وتلك الأكثر دمويّة في 13 تشرين الثاني. وأوضح المدّعي العام في باريس ريمي هيتز، الذي حضر على الفور إلى مكان الحادث، أن "المشتبه فيه الرئيسي أوقف وهو الآن في الحبس لدى الشرطة".

وإذ فتحت النيابة العامة الفرنسيّة لمكافحة الإرهاب تحقيقاً في شأن "محاولة اغتيال مرتبطة بعمل إرهابي" و"جمعيّة إرهابيّة إجراميّة"، كشف رئيسها جان فرانسوا ريكار أن المشتبه فيه شاب يبلغ من العمر 18 عاماً، وتُشير الدلالات الأوليّة إلى أنّه ولد في باكستان وأوقف في حزيران لحيازته سلاحاً أبيض.

وأضاف ريكار أن شخصاً آخر جزائري الجنسيّة يبلغ من العمر 33 عاماً، أوقف في ساحة باستيل في وقت لاحق لاستجوابه وتحديد صلات محتملة بـ"الجاني الرئيسي"، في حين أشارت وسائل إعلام فرنسيّة إلى أن الشرطة أوقفت كذلك 5 أشخاص آخرين يُرجّح أن لهم علاقة بالحادث. وعثرت الشرطة على ساطور لتقطيع اللحم في مكان الحادث.

ويعمل الجريحان في وكالة "بروميير لينيه" لكن حالتهما "ليست في خطر" على ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس، الذي تفقّد موقع الحادث في شارع "نيكولا أبّير" في شرق باريس، حيث انتشر عناصر من الشرطة والجيش بشكل كثيف. وأكد كاستيكس إلتزام الحكومة الفرنسيّة حرّية الصحافة، وإرادتها محاربة الإرهاب بكلّ الوسائل الممكنة، في وقت عبّرت إدارة صحيفة "شارلي إبدو" التي انتقلت إلى مقرّ سرّي وتحت حماية مشدّدة منذ الهجوم الذي أودى بحياة 11 من هيئة تحريرها، عبر "تويتر"، عن "دعمها وتضامنها مع جيرانها السابقين والأشخاص المتضرّرين من هذا الهجوم البغيض".

وروت شاهدة تعمل في وكالة "بروميير لينيه"، التي يقع مقرّها في هذا الشارع، قائلةً: "كان اثنان من زملائي يُدخّنان أسفل المبنى في الشارع. سمعت صراخاً. ذهبت إلى النافذة ورأيت أحدهما ملطّخاً بالدماء يُطارده رجل يحمل ساطوراً!". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نُقِلَت مديرة الموارد البشريّة في "شارلي إبدو" ماريكا بريت من منزلها بمرافقة الشرطة، بسبب تهديدات اعتُبرت خطرة.

ويأتي هذا الهجوم الإرهابي في الوقت الذي تتعرّض فيه هيئة تحرير صحيفة "شارلي إبدو" لتهديدات جديدة منذ إعادة نشر الرسوم الكاريكاتوريّة للنبي محمد في 2 أيلول، تزامناً مع بدء المحاكمة التي تستمرّ حتّى 10 تشرين الثاني في شأن هجمات كانون الثاني 2015. وأدّت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ كانون الثاني 2015 إلى مقتل 258 شخصاً. ولا يزال مستوى التهديد الإرهابي "مرتفعاً جدّاً"، بحسب وزارة الداخليّة.