ألين الحاج

"مجمع اللّغة العربيّة في لبنان" يبصر النور

وزير الثقافة: من صلب مهمّة المجمع إباحة كلمات جديدة

وزير الثقافة محمد وسام المرتضى

في خطوة تهدف إلى مواجهة التراجع الذي أصاب اللغة العربية على مختلف الأصعدة، أعلن، منذ أيام، وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، تأسيس "مجمع اللّغة العربية في لبنان". قرار أثار تساؤلات حول الظروف التي أدّت إلى ولادة هذا المشروع، وأهم ركائزه، إضافة إلى التحدّيات التي قد تواجه القائمين عليه في ضمان استدامته. 

مبادرة الوزير المرتضى اختارت مدينة طرابلس مقرّاً للمجمع، وذلك بعد مرور عام على إعلان طرابلس "عاصمة للثقافة العربية"، في وقت لم تلحظ فيه المدينة سوى نشاطات ثقافية خجولة. عن هذا الخيار، أشار المرتضى لـ"نداء الوطن" أنّ "إعلان الفيحاء مساحة ثقافية وحضارية كبيرة، يشمل كلّ إرهاصات التنوير الأدبيّ، واللغة العربية جزء من هذا التنوير الذي كان اللبنانيون وما زالوا روّاده الطليعيّين"، مضيفاً أنّ "مجمع اللّغة العربية حلم ليس بجديد، لكنّ ظروف الحرب حالت دون تبلوره".


واعتبر الوزير المرتضى أنّ اللغة العربية انتصرت في النهاية على لغة الحرب، فارتأى بالتالي مواكبتها بالأطر المناسبة، معتبراً أنّ "المجمع بدا أفضل وأفعل تلك الأطر".


الاستفادة من الخبرات

وزير الثقافة أوضح في المقابل، أنّ الركيزة الأساسية للمبادرة "هو نبوغ أعلامِنا وخبرتهم التي اكتسبوها على مدى عقود، ثمّ التعاون مع العواصم العربية التي راكمت خبرتها وأنشطتها ومبادراتها"، مشيراً إلى أنّ "المَجمع سيستفيد من هذه الخبرات ويعمل بالتنسيق مع العواصم التي عملت على إحياء اللغة العربية".


من جهة أخرى، ومع اختيار وزير الثقافة لرئاسة المجمع، وإمكانية تولّي شخص آخر حقيبة الوزارة، شدّد المرتضى على أنّ "السلطة تتعاقب ولا تُعاقَب بقطع الرَّحِم. والثقافة مسار واستمرار يتابع فيه الخَلَف عمل السلف، لذلك فإنَّ الأفكار تتناسل بعد رحيل الأشخاص"، مضيفاً "أنا على ثقة أن حقيبة الثقافة ليست سلّة مخرَّمة بل حوضاً حاضناً لا يسقط منها مشروع ولكن ينمو في حضنها". كما لفت إلى أنّ "من صلب مهمّة المجمع، وفق ما ورد في قرار إنشائه، تطوير اللغة بإباحة اعتماد كلمات وتعابير جديدة، دارجة على الألسن أو مبتكرة، تكون متوافقة مع قواعد اللسان العربي".


إشارة أخيرة إلى أنّ المجمع يتألّف من وزير الثقافة رئيساً، رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو شوقي ساسين نائباً للرئيس، عميد كليّة الآداب في الجامعة اللبنانية مقرّراً، إضافة إلى عمداء كليات الآداب في الجامعات الخاصة كأعضاء حكميين.