لا شك في أن سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد شكل منعطفاً في تاريخ الشرق الأوسط. ومع انكفاء العهد الدموي، بدأت عمليات محاسبة أزلام هذا النظام الذين شاركوا في اضطهاد الشعب السوريّ والتنكيل به.
وقد بدأت الإدارة السورية الجديدة بتنفيذ حملات اعتقالات لشخصيات مقربة من النظام السابق ومشارِكة في عمليات قتل وتعذيب السوريين. ولكن ماذا عن محاسبة أصحاب عدسات الكاميرات الذين واكبوا الأسد ومسالخه البشرية؟
في السياق، نتحدّث عن عمار عبد ربه الذي كان مصوّراً خاصاً للأسد لـ 14 عاماً وشهدت عدسته على دمار حلب والذي، للغرابة، حاز على وسام "فارس في فنون وآداب" في عام 2017. وصحيح أن عبد ربه يرفض وصف نفسه بأنه مصوّر شخصي للأسد رغم أنه قام بتصوير العديد من صور البورتريه له ولعائلته، إلا أن علاقات عائلته مع آل الأسد تثبت نظرية تواطئه مع النظام الفاشي.
فشقيقه، وضاح، كان يشغل طوال سنوات حكم الأسد، وحتى تاريخ سقوطه، رئاسة تحرير صحيفة "الوطن"، التي كانت ممولة علناً من رامي مخلوف، ابن خال الأسد وأغنى ملياردير في سوريا. والجديد في القضية أنه ومع انطلاق المؤتمر الدولي حول سوريا، وجّهت النائبة كريستيل ديانتورني سؤالاً إلى وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، انتقدت فيه سياسة "التعامل مع الأمور في نفس الوقت" التي يتبعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووجدت أن سقوط الأسد يجب أن يشكل فرصة للتساؤل حول العلاقات الغامضة بين فرنسا وسوريا، مستغربة من دعوة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى فرنسا رغم تاريخه الإرهابي ودون وجود ضمانات واضحة حول تطلعاته الديمقراطية.
كما دانت ديانتورني تكريم عمار عبد ربه في العام 2017، معتبرة أنه ساهم في دعاية النظام السوري ورافق بشار الأسد في زياراته الدبلوماسية. وأيضاً اعترف عبد ربه، وفقاً لديانتورني، بقربه من نظام بشار الأسد، وبالتالي بتورطه في مساندة النظام.
كذلك ذكّرت ديانتورني بالأوسمة التي منحتها فرنسا لبعض المقربين من الطاغية الأسد، ما يستدعي اتخاذ إجراءات أشد حزماً ضد هؤلاء، من خلال سحب الجنسية الفرنسية أمثال عمار عبد ربه، ومن أي شخص آخر كان مسانداً للنظام السوري السابق المجرم. وطالبت بسحب الأوسمة المقدمة للذين كانوا داعمين للأسد.