جوزيفين حبشي

"إيغل فيلمز" لاقت "حالها" فلاقت النجاح

"ما فيك تلاقي حالك، إذا ما ضيّعتا". قبل 10 أعوام تقريباً، كتبت مقالاً وكان فيه عتب على شركة الإنتاج اللبنانية "إيغل فيلمز" لصاحبها جمال سنّان، التي كانت تنتج مسلسلات وأفلاماً سينمائية متوسّطة الجودة، مقارنةً بما تقدّمه اليوم في أعمالها من تميّز واحتراف. يومها كان عتبي كبيراً على شركة تمتلك قدرة مادية تُمكّنها من تقديم الأفضل والأجمل، والتعاقد مع أهمّ الكُتّاب وأبرع المخرجين، و "أشطر" التقنيين، وخصوصاً أنّ نجمة الشركة هي ممثلة تمتلك حسّاً كوميدياً كبيراً، (يومها كانت ماغي بو غصن تركّز على الأعمال الكوميدية خصوصاً في السينما)، والكوميديا من أصعب أنواع الفنون، وتحتاج لمن يكتب لها "صح" ويديرها "صح".

مرّت الأعوام، وبدأ العتب يزول ليرتفع مكانه منسوب الفخر والاعتزاز بشركة لم تكتفِ بما قدّمت، ولم تقف مكتوفة الأيدي أمام نجاح يميل إلى دفّة "التجاري"، ولم تنم على حرير إعجاب جماهيري أكثر منه نخبوياً. مرّت الأعوام وطوّرت الشركة نفسها ووضعت أهدافاً حدودها سماء العالم كلّه، و"لاقت" سرّ النجاح، ألا وهو رؤية واضحة وتركيبة كاملة متكاملة من المهارات، مقوّماتها إنتاج سخي، كاتب مبدع بمخيّلة لا تنضب، مخرج مُبتكِر بأدوات لا تبهت، ممثل موهوب لا يخشى أن يتحدّى نفسه ويطوّر ذاته، منتج منفّذ "قبضاي"، إدارة فنّية خلّاقة، تسويق إعلامي بارع، موسيقى مؤثرة، "برومو" ساحر، "تيزر"  مذهل، "بوسترات" متقنة، و… نجاح مضمون، فمن جدَّ وَجَد.


مرّت الأعوام، وتغيّر المشهد، ولم يعد هناك أيّ عتب أو كلمة "لو"، فالتركيبة الناجحة لم يَكسرها التخاذل ولم يُسكرها النجاح، بل حمّلها مسؤولية كبرى. مسؤولية تقديم الأفضل أولاً، ودعم الدراما اللبنانية البحت ثانياً. هذه الدراما اللبنانية التي تعاني منذ سنوات وسنوات، كانت بانتظار الفرج، "عَ أمل" أن يصل يوماً ما "سوبر مان" قادر على إثبات تفوّقه في الدراما المشتركة وكسب رهاناته في العالم العربي، ليفرض بعدها شروطه ويسحب درامتنا معه مجدّداً إلى فوق، فيعيدها إلى الحياة. وهذا ما حصل، بعدما تعاهدت سحر وريم "للموت" و "بالدم"، على الانتصار.

مرّت الأعوام ولم يعد الرجوع ولو خطوة واحدة إلى الوراء، احتمالاً. لم يعد إهمال أي تفصيل، احتمالاً. مرّت الأعوام، تتالت الأعمال، زادت المسؤوليات، كَبُرت التوقّعات، تحقّقت الأحلام والآتي حتماً أعظم، طبعاً أضخم، و… "ما فيك تلاقي حالك، إذا ما ضيّعتا". صحيح، فشركة "إيغل فيلمز"، "لاقت حالها" بتركيبة خبرات ومهارات وكفاءات متجانسة كعائلة، فجعلتنا "نشوف حالنا" بها وبسعيها للأفضل وبتمسّكها هذه السنة بالدراما اللبنانية التي ننتمي إليها كلّنا، وننتظرها كلّنا على أحرّ من جمر على شاشة "MTV" خلال شهر رمضان. فالانتماء أيضاً… "بالدم".