واشنطن وتل أبيب تُظهران "جبهة موحّدة"

نتنياهو يُراهن على أميركا لـ "إنهاء المهمّة"

نتنياهو يُصافح روبيو في القدس أمس (رويترز)

اجتمع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أمس، حيث كشف نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع روبيو أنهما أجريا "نقاشاً بنّاء للغاية" حول عدد من القضايا، مشدّداً على أنه "لا يوجد شيء أكثر أهمية من إيران"، إذ أكد أن واشنطن وتل أبيب تعملان "جنباً إلى جنب" لمواجهة طموحات نظام الملالي النووية ودعمه ميليشيات في المنطقة، متوعداً بـ "إنهاء المهمّة" ضدّ تهديد طهران بدعم من أميركا، فيما رأى روبيو أن الجمهورية الإسلامية تمثل "المصدر الأكبر لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن واشنطن "لن تسمح أبداً" بامتلاك إيران أسلحة نووية.



وحرص نتنياهو وروبيو على إظهار "جبهة موحّدة" بين واشنطن وتل أبيب، وقال روبيو لنتنياهو: "يمكنك دائماً الاعتماد علينا وعلى الرئيس دونالد ترامب"، مشيراً إلى أن إيران مسؤولة عن "كل جماعة إرهابية وكل ما يهدّد السلام والاستقرار في المنطقة". وشدّد على أن النظام الإيراني "لا يحظى بتأييد الشعب"، فيما أكد نتنياهو أن إسرائيل وأميركا "تتبنيان استراتيجية مشتركة لضمان أمن المنطقة"، واصفاً ترامب بـ "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق".


وفي تصريحات لاحقة، قال نتنياهو: "سحقنا محور إيران والوقت الآن لمواجهة باقي التحديات"، مؤكداً أن طهران لن تحصل على سلاح نووي. واعتبر أن النظام الإيراني يشكل خطراً على الإيرانيين قبل الإسرائيليين، في وقت ذكرت فيه شبكة "سي أن أن" أن السعودية أبدت استعدادها للتوسط بين ترامب وإيران في شأن الاتفاق النووي.



في سياق متصل، كشفت الدفاع الإسرائيلية أنها تسلّمت شحنة من قنابل "أم كاي 84" الثقيلة الخارقة للتحصينات من أميركا، في حين أفاد الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الأركان هرتسي هاليفي سيسافر إلى أميركا في زيارة رسمية تبدأ اليوم وتنتهي الخميس، حيث سيلتقي كبار المسؤولين في الجيش الأميركي ليبحث معهم القضايا الاستراتيجية والعملياتية المطروحة.



من جهة أخرى، ذكر نتنياهو أنه ناقش مع روبيو ما يدور في سوريا بعد إسقاط نظام بشار الأسد البائِد، محذراً من أن "إسرائيل لن تسمح باستخدام سوريا قاعدة لشن عمليات قتالية"، بينما اعتبر روبيو أن سقوط الأسد تطور واعد ومهم، لكنه حذّر من أن استبدال سوريا قوة مزعزعة للاستقرار بأخرى مثلها ليس تطوراً إيجابياً.



أما على صعيد قطاع غزة، فشكر نتنياهو، روبيو، على "الدعم المطلق" الذي تقدّمه أميركا لسياسة إسرائيل في غزة، كاشفاً أن البلدين لديهما استراتيجية مشتركة في شأن مستقبل القطاع. وأكد ضمان إسرائيل تحويل "رؤية ترامب الجريئة" لغزة إلى واقع. وشدّد على أن إسرائيل عازمة على "القضاء على القدرة العسكرية" لـ "حماس"، فيما جزم روبيو أنه "لا يمكن لـ "حماس" الاستمرار كقوة عسكرية أو كقوة حاكمة" في غزة، مشيراً إلى أن ترامب ونتنياهو يعملان بشكل وثيق على استعادة الرهائن الإسرائيليين. وتوعد نتنياهو بـ "فتح أبواب الجحيم" إذا لم يطلق سراح جميع الرهائن.



لاحقاً، تحدّث نتنياهو عن أنه يجب منح سكان غزة خيار مغادرة القطاع إذا أرادوا، معتبراً أن اقتراح ترامب جاء "في الوقت المناسب"، في وقت ذكر فيه مكتبه أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيتوجّه إلى القاهرة اليوم، لبحث مواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من وقف النار في غزة.


وبعدما أكد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف استئناف المحادثات في شأن المرحلة الثانية من "اتفاق غزة" هذا الأسبوع "في مكان سيجري تحديده"، كشف مكتب نتنياهو أن الأخير أبلغ ويتكوف بأن مجلس الوزراء الأمني المصغر سيجتمع اليوم لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق.



عربياً، جدّدت مصر والأردن، التأكيد على موقف البلدين بضرورة إعادة إعمار غزة من دون تهجير الشعب الفلسطيني، خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في القاهرة.


ميدانياً، أسفر قصف من مسيّرة إسرائيلية في شرق رفح في جنوب غزة إلى مقتل 3 عناصر من الشرطة التابعة لـ "حماس"، بينما لم يوافق نتنياهو على إدخال البيوت المتنقلة أو آليات هندسية إلى القطاع، بحسب ما نصّ عليه الاتفاق.