"الخطّة العربية" للقطاع قد تُشكّل "نقطة تحوّل"

بن سلمان وروبيو يبحثان إعداد ترتيب لغزة

بن سلمان مستقبلاً روبيو في الرياض أمس (رويترز)

بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أنه يتعيّن عليه أن يلتزم بخطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلّقة بـ "اليوم التالي" في قطاع غزة والقاضية بترحيل الغزيين، مجدّداً تعهده بأنه بعد حرب غزة "لن تكون هناك لا "حماس"، ولا السلطة الفلسطينية"، بحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي زار إسرائيل، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض "أهمية إعداد ترتيب لغزة يُسهم في الأمن الإقليمي"، بحسب الخارجية الأميركية.


واعتبر بن سلمان أن المملكة لديها الكثير من الأمور لمناقشتها مع أميركا على مستوى العلاقات الثنائية، وكذلك بالنسبة إلى المنطقة، وفي العديد من المجالات. وأضاف ولي العهد السعودي متحدّثاً لروبيو: "سنكون سعداء للغاية بالعمل معكم، ومع الرئيس ترامب وإدارته، بما يحقق مصلحة السعودية والولايات المتحدة، وكذلك العديد من البلدان حول العالم". واستعرض المجتمعون خلال اللقاء بين بن سلمان وروبيو، أوجه العلاقات الثنائية بين البلدَين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وفق وكالة "واس". كما بحثوا مستجدّات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادلوا وجهات النظر في شأنها، فضلاً عن المساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار. ومن بين الحاضرين، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز. واجتمع روبيو أيضاً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.


بالتوازي، تبقى أعين المراقبين شاخصة نحو "القمة العربية المصغرة" المقرّر عقدها في الرياض الجمعة لمناقشة البدائل العربية لـ "خطّة ترامب". وستجمع "القمة المصغرة" قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن، في وقت استنكر فيه الملك الأردني عبدالله الثاني، وجود جهات داخلية تشكك في موقف عَمّان الثابت تجاه القضية الفلسطينية، خصوصاً في ما يتعلّق برفض التهجير والتوطين والوطن البديل، مؤكداً أن الأردن لم يُغيّر موقفه منذ 25 عاماً.


وكشف السيناتور الأميركي الديمقراطي ريتشارد بلومنتال أن "ملك الأردن أقنعني بأن الخطة التي ستقدّمها الدول العربية للرئيس ترامب واقعية"، معتبراً أن "الخطّة العربية" قد تشكّل "نقطة تحوّل" في المنطقة، في حين أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن الولايات المتحدة ليس لديها "رغبة تذكر" للسيطرة على غزة "بأي شكل أو طريقة".


في سياق متصل، أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن القمة العربية الطارئة المقرّر انعقادها في القاهرة في 27 شباط لبحث تطورات القضية الفلسطينية "قد تتأجّل بضعة أيام"، لأسباب لوجيستية و"ليست سياسية"، لافتاً إلى أن مصر ترغب في حضور أكبر عدد ممكن من القادة العرب، فيما ثمّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دور السعودية "الرائع" في ظلّ الظروف الراهنة في المنطقة.


أمّا في ما يتعلّق بـ "اتفاق غزة"، فأفاد مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة "رويترز" بأن إسرائيل تستعدّ لاستلام جثث أربع رهائن من غزة الخميس وبأنها تعمل على إعادة ست رهائن أحياء السبت. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن المطالبة بإطلاق ست رهائن أحياء بدل ثلاثة السبت سيكون مقابل إدخال مئات البيوت المتنقلة إلى غزة. وفي حال تحقيق ذلك، فلن يبقى في غزة سوى أربع رهائن يفترض أنهم ماتوا في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.


في الغضون، طالب وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو، باستئناف فوري للحرب في غزة وتهجير الفلسطينيين منه تماشياً مع اقتراح ترامب، كما وعد وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، نتنياهو، بأنه سيعدل عن استقالته من الحكومة في حال جرى استئناف الحرب. وكان لافتاً إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه قرّر إنشاء مديرية في وزارته من أجل "المغادرة الطوعية" للغزيين.


وفي إطار عملية "السور الحديدي" المستمرّة منذ حوالى شهر في الضفة الغربية، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس من عدة محاور، حيث داهم وفتش منازل فلسطينية، كما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في بلدة بيتا في جنوب نابلس، فيما دفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات إلى مدينة جنين ومخيّمها. كذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة طولكرم.