"الدولة باتت مسؤولة عن ضبط الأمن والحدود بعدما استعادت قرارها"

عون أمام "نادي الصحافة": الطائفة الشيعية جزء أساسي من الجسم اللبناني

 اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان لبنان يواصل اتصالاته الديبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية التي احتلتها اسرائيل في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني في هذا المجال موحد في اعتماد الخيار الديبلوماسي لان لا احد يريد الحرب.



كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد "نادي الصحافة" برئاسة بسام أبو زيد الذي القى كلمة باسم أعضاء النادي قال فيها:



"نأتي إليكم حاملين آمال الناس وأحلامهم فنحن كصحافيين وإعلاميين على تماس يومي معهم نسمع ونرى وندرك عمق ما يتمنونه، وانتم العارف أكثر منا بما يريدون فقد كنتم وما زلتم على تماس يومي مع هؤلاء الناس منذ أن تسلمتم قيادة الجيش وصولا إلى توليكم سدة رئاسة الجمهورية.



فخامة الرئيس أحلام الناس بلبنان الدولة ليست مستحيلة ولكنها تحتاج لقرار وانتم من اعتدتم اخذ القرارات بموجب المصلحة اللبنانية فقط وهذا نهج تستمرون به في رئاسة الجمهورية وجسدتموه بخطاب القسم وبالبيان الوزاري لحكومة العهد الأولى وتأكدوا أننا كإعلاميين وصحافيين نقف إلى جانبكم مدافعين عن الدستور والقانون والسيادة وقرار الدولة في الحرب والسلم وفي كل ما من شأنه أن يعيد للدولة مكانتها على مختلف الصعد لتنطلق ورشة البناء والاستقرار والإصلاح والازدهار فيتحول لبنان إلى واحة بدل أن يبقيه البعض ساحة للحرب والفوضى والإقتتال والإنهيار.



فخامة الرئيس لا يستقيم حكم ولا تستقيم دولة من دون حرية الرأي والتعبير فلبنان كان ولا يزال معقلا لهذه الحرية التي سقط في سبيلها صحافيون وإعلاميون في أزمنة متعددة من التاريخ الحديث لهذا الوطن.



نحن في نادي الصحافة نقول إن هذه الحرية هي للبناء وليست للهدم هي للتصحيح لقول الحقيقة مهما كانت صعبة لإيصال صوت الناس وانتقاد المسؤول إن أخطأ وارتكب ولا أقول لشكره إن قام بواجبه على أكمل وجه فهو وجد في هذا الموقع لخدمة المواطن والوطن والدولة.



فخامة الرئيس سنكون كصحافيين، كإعلاميين معك سلاحاً في وجه كل من سيحاول التخريب وقطع الطريق على مسيرة بناء الدولة، سنكون دائما إلى جانب الحق ونواجه الباطل ولكننا نطالبكم بالحصانة والحماية من ممارسات وتعديات كثيرة ومن الطارئين على مهنتنا وفيهم من يغذي خطاب الكراهية والفتنة والجريمة وعلينا أن نكون معا في مواجهة هؤلاء.



فخامة الرئيس شكرا لاستقبالكم وتأكدوا أن صوت الحرية لن تخنقه أصوات النشاز."



رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد مجدداً تأكيده على ايمانه بحرية الرأي والمعتقد "لكن الحرية مسؤولية لئلا تصبح فوضى"، لافتا الى أهمية دور الإعلاميين خصوصا اذا كان نقدهم للإصلاح وليس للتجريح وتشويه الصورة. وقال: "لا نريد ان تبخّروا بنا وليكن نقدكم بناء حفاظا على مصلحة لبنان". واعتبر الرئيس عون "انه اذا كانت الحرية متفلتة فان على القضاء ان يصحح المسار من خلال تطبيق القوانين".



وردا على سؤال، نفى الرئيس عون ان يكون هناك حصار على الطائفة الشيعية كما يروّج البعض لافتا الى ان الإجراءات المتخذة بالنسبة الى شركات طيران إيرانية محددة مرتبطة بالعقوبات المفروضة على هذه الشركات ولا يمكن اعتبارها حصارا على الطائفة الشيعية الكريمة لانها جزء أساسي من الجسم اللبناني وليست غريبة عنه.



وردا على سؤال آخر، اكد الرئيس عون "ان عملية إعادة الاعمار لن تكون بين ليلة وضحاها وهي مرتبطة بشكل او بآخر بحصول الإصلاحات ومحاربة الفساد والإصلاح المالي وغيرها من المسائل التي اشرت اليها في خطاب القسم". وقال: "نريد العمل مع الجميع من اجل دولة تحظى بثقة العالم وتكون أولى مهامها محاربة الفساد".



وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة إعادة بناء جسر الثقة بين اللبنانيين رافضا ان يستقوي احد بالخارج، والجميع لا يريد الحرب بل يريد الدولة، مضيفا "علينا مقاربة الوضع بروية ومن دون تشنج ولا تخوين للاخر. اللبنانيون لا يريدون الحرب ولا العيش بين المتاريس لذلك اعتمدنا الخيار الديبلوماسي. لقد دفع اللبنانيون الثمن غاليا ويحق لهم العيش بامان فلنتكل على بعضنا البعض ونتحد في مواجهة الخارج ولا نكون ضد بعضنا البعض".



واكد الرئيس عون ان الدولة باتت مسؤولة عن ضبط الامن والحدود بعدما استعادت قرارها وهو قرار اللبنانيين وليس غيرهم. وأشار الى انه سيقوم بجولة على الدول العربية والغربية بعد ان تأخذ الحكومة الثقة، داعيا الإعلاميين الى عدم التهجم على الدول الشقيقة والصديقة وعدم اعتماد الاثارة الطائفية.