أمس الخميس، كنّا ننتظر العاصفة آدم على أبرد من… جليد. كنا متخوّفين من آدم صراحة، خصوصاً أنهم قالوا لنا "الطقس عنده كيف" و"الهوا عنده كيف"، وحسب الأرصاد الجوّية، هو "بارد، مسقّع، قاسي، مسفق، طقسو مسمّ وأناني، ما بيهزّو شرب النبيد، لا الصّوف ولا الكفوف"…
البارحة، انتظرنا آدم فلم يظهر. هل هو متعب؟ أحقاً هو مرهق؟ هل يصوّر مسلسلاً لشهر رمضان على "طرق النَفَس"، ولا وقت لديه ليأخذ نفسه وليحكّ رأسه وليتناول تفاحة على السريع؟ حججه هذه واهية، فلكلّ آدم متخاذل وبارد، حواء نارية، تحمل ألف بطّيخة وتفّاحة في يد واحدة، لا تتعب ولا تكلّ، وعندما تشتاق لجمهورها، تشرق بشمسها ودفئها، فيذوب كلّ هذا "الجليد بيناتنا اللي قاطعلنا كلّ الدروب"…
البارحة كنا ننتظر العاصفة آدم في كلّ مناطق لبنان، لكن بدلاً منه، "متل الغيمة"، "شتّت" علينا العاصفة ماريلين نعمان في "كازينو لبنان"، و"في نوع عواصف بهالدّني، بتلبقلو الأغاني"، و "بيلبقلو الدّفا" والسحر والفرح والشغف والموسيقى.
العاصفة ماريلين هبّت ليل الخميس 20 شباط 2025 على مسرح "كازينو لبنان"، وستعاود الهبوب والبرق واللّمع هذا اليوم الجمعة أيضاً، على أن تنحسر غداً السبت، لتعاود الانهمار علينا "متل الغيمة" المليئة شتاء من أغنيات لها، وأخرى تكريمية لفيروز وملحم بركات وغسان صليبا وداليدا، تدفئ قلوبنا، تسحر آذاننا وتبهر حواسنا كلّها.